ملاذا أسواق مكة محظورة على احلاج ؟
الوداع، مفردة نتبادلها في طريق االفتراق لحني امللتقى، ومن هنا جاء طواف الوداع لينهي مناسك الـحـج، ليظل ذكــرى خالدة فــي مـخـيـلـة الـــحـــاج، ومـــن األفــضــل للحاج مغادرة مكة بعد أدائه الحج فورا، كما فعل النبي محمد عليه السالم، وهـذه فيها من الحكم اآللهية الكثير، من ضمنها أن يبقى البيت الحرام الصورة األخيرة في مخيلة الحاج، ناهيك عن التخفيف من الزحام في مكة املكرمة. ويـــشـــرع عــــدم بـــقـــاء الـــحـــاج فـــي مــكــة بعد طــواف الـــوداع، وإال يلزمه إعــادة الطواف، عــالوة على امتناع الحاج عن التسوق إال للضرورة. وفـي هـذا السياق أوضــح وكيل كـلـيـة الــشــريــعــة بـجـامـعـة أم الــقــرى عضو الجمعية الوطنية لحقوق اإلنسان الدكتور مــحــمــد الــســهــلــي، أن مـــن واجــــبــــات الحج طــواف الـــوداع، ويــؤدى بعد انتهاء النسك وعند املغادرة، إذ من املفترض على الحاج إذا طاف الوداع أال ينشغل بأمور الدنيا إال لضرورة كاحتياج سلعة مهمة أو عالج أو أكل، إال أنه يمنع من االنشغال بأمور دنياه وعليه املغادرة فورا. وبــــني الــســهــلــي أن طـــــواف الـــــــوداع واجب على كل حاج ال يسقط إال عن الحائض أو النفاس، لذلك ينبغي على الحاج مغادرة مكة عقبه، إذ كان النبي الكريم يطلب من الـصـحـابـة أال يـبـقـوا فــي مـكـة بـعـد طواف الـــوداع، وحــني انتهى املصطفى مـن الحج يــــوم الــثــالــث عــشــر مـــن ذي الــحــجــة، طاف مودعا في اليوم التالي مباشرة، ومـن ثم غــادر مكة في اليوم نفسه، رغـم أنها أحب الــبــقــاع إلــــى نــفــســه، ولـــكـــن لـيـعـلـمـنـا هذه السنة. مــن جـهـتـه، قـــال أســتــاذ الـشـريـعـة الدكتور محمد صــالــح: طـــواف الــــوداع واجـــب على كل حاج أو معتمر قبل مغادرة مكة، مشيرا إلــى ضـــرورة أن يـكـون طـــواف الــــوداع آخر أعماله فـي مكة، لقول الـرسـول الكريم: «ال ينفرن أحدا حتى يكون آخر عهده بالبيت». بينما رخص العلماء رحمهم الله من طاف الوداع في األشياء التي يفعلها وهو عابر أو مغادر، مثل شراء حاجة في الطريق، أو انتظار رفقة مصاحبة فـي السفر، أمـا من طاف الوداع ونوى إقامة لغير غرض مهم، وجب عليه إعادة طواف الوداع.