هل بقي أمل في العالم العربي؟

ال أعـتـقـد أن جـيــا حـظـي بـخـيـبـة أمل في مستقبل العالم العربي مثل الجيل الـــذي أنـتـمـي إلــيــه، عــاش الـجـيـل الذي سبقنا تحرر العالم العربي من االستعمار وتبلور مفهوم الدولة الوطنية وبقيت دولـة عربية واحدة محتلة فقط هي فلسطن، ولذلك ودعوا الحياة وهم مطمئنون أن (الـغـضـب الـسـاطـع آت) وأن أجراس العودة سوف تقرع بن ليلة وضحاها، أما الجيل الـــــذي لــحــق بــنــا فــهــو جــيــل لـــم تــتــرك لـــه األوضـــــاع العربية مـجـاال كـي يحلم ويـتـوهـم، ولـذلـك لـم يكن لــه أمــل فيخيب ولــم ينتظر انــتــصــارات عـربـيـة كي تصدمه االنكسارات العربية. جيلنا وحــده عــاش النقيضن، آمــاال تـطـاول عنان السماء، وخيبات ال تكفي قبور األرض كي تواري ســوءاتــهــا، ورثــنــا عــن آبــائــنــا دولــــة عــربــيــة واحدة محتلة وورثنا عنهم األمل بتحريرها وانتهينا إلى عواصم عربية تديرها دول غير عربية ال تملك قوة وال تـقـدم وال حـضـارة املستعمرين الـقـدمـاء، عشنا على أمـل أن نـرى الاجئن الفلسطينين يعودون إلـــى ديـــارهـــم وانـتـهـيـنـا إلـــى شــعــوب عـربـيـة أخرى تخرج الجئة إلى أرض الله الواسعة لعلهم يجدون بلدا يحفظ لهم حياتهم وكرامتهم، شاركنا آباءنا الـتـحـرر مـن االستعمار وانتهينا إلــى زمــن صارت فيه دول عربية تستدعي قـوات ذلك االستعمار كي تحميها مـن شعوبها وتـؤمـن لسادتها الـبـقـاء في سدة الحكم. عشنا صدر حياتنا نحصي عدد الكتب التي تصدر فــي بــغــداد واملــســرحــيــات الــتــي تــعــرض فــي بيروت والندوات التي تعقد في دمشق وبتنا نحصي عدد قتلى التفجيرات فـي بـغـداد واملـسـرح الهزلي الذي يلعب فيه الحزب دور الـدولـة في لبنان والندوات التي تعقد في أرجاء العالم ملعالجة وضع املهاجرين من دمشق. هل بقي لنا بعد ذلك من أمل في هذا العالم العربي؟ وهل بقي في أعمارنا من أمل يتسع لتعمير ما تدمر من آمالنا ومن هذا العالم العربي؟ ال أعتقد.