ماذا لو قررنا «الوساطة» عند احتالل الكويت؟!
تــدخــل املـقـاطـعـة الخليجية لسلطة قطر شهرها الـثـالـث واملــوقــف الكويتي مازال ضـــبـــابـــيـــًا، إذ انـــتـــهـــت مـــســـألـــة الوساطة وطــويــت صفحتها بـشـكـل تـــام كـمـا يــبــدو، وبـــات من املطلوب أن تتخذ الكويت موقفًا جديدا يعبر عن رأيها السياسي سواء مع الدول املقاطعة أو قطر ومن خلفها أو حتى «الحياد»، املهم أن يكون هناك موقف كويتي واضح. ال توجد سلطة على وجه هذا الكوكب عملت لسنوات دون كـلـل أو مـلـل عـلـى إســقــاط الـكـويـت فــي الفوضى واالحـتـراب الداخلي بقدر ما عملت السلطة القطرية بقيادة «تنظيم الحمدين» وإعـــام الـظـل التابع لها، وهــذا ما يجعل املوقف السياسي الكويتي مستغربًا لـيـس لـــدى شــعــوب الــــدول املـقـاطـعـة وحــســب، بــل لدى الكويتين أنفسهم. ربما كانت هناك حسابات سياسية ال نعرفها تمنع السياسي الكويتي مـن اتـخـاذ قــراره النهائي حاليا، وهو حق سيادي نحترمه ونقدره، لكننا بحاجة ألن يشاركنا السياسي الكويتي مـخـاوفـه.. تلك املخاوف الغامضة التي تحول بينه وبن إشهار موقف سياسي واضـــح، فاملكاشفة مــع األشــقــاء أمــر مطلوب وصحي وأحـيـانـا يصبح ضـروريـًا لإلسهام فـي حـل إشكاالت كـبـرى مــن خــال الــتــعــاون الـسـيـاسـي لـخـدمـة مصالح الجميع. أصدقاء كثر في الكويت يعتقدون أن املشهد الكويتي الـداخـلـي أكـثـر تعقيدًا مما نـتـصـور، وأن هـنـاك قوى سياسية لها ثقلها في الشارع الكويتي تؤيد الجانب القطري وجماعة اإلخوان اإلرهابية وهي مدعومة من شخصيات اعتبارية بعضها من أفراد األسرة الحاكمة، كما أنها ذات القوى التي خرجت في مظاهرات حاشدة قبل أعوام لإلساءة ألمير الباد واقتحام مجلس األمة الـذي قال عنه الشيخ صباح األحمد حينها إنه «يوم أسـود في تاريخ الكويت» قبل أن يأمر قـوات الحرس الوطني واألجهزة التابعة لــوزارة الداخلية بأخذ كل التدابير الازمة للحفاظ على أمن واستقرار الباد. لــكــن أال يــحــق لــنــا كــســعــوديــن أن نــســأل هـــذه القوى تــحــديــدا «مــــاذا لــو وقــفــت الــســعــوديــة مــوقــف الحياد أو قــررت لعب دور الوساطة عندما استباح الجيش العراقي الكويت في الثاني من أغسطس عام م1990 بـأمـر مـن الديكتاتور صــدام حـسـن؟ هـل كــان الشعب الكويتي سيستطيع حشد القوى العاملية لطرد الغزاة الغاصبن من باده واستعادتها خال أقل من سبعة أشـهـر؟ والـتـسـاؤل هنا ليس هدفه املـنـة على األشقاء الكويتين الـذيــن نحبهم ويحبوننا وسنقف معهم دائما كما كنا، لكنه فقط ملجرد املقارنة بن موقفن سياسين يفصل بينهما أكثر من ربع قرن من الزمن. باألمس قــرأت تغريدة للزميل الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم وأرى أنها أفضل ما أختم به حديثي اليوم.. يقول الهاشم: «الوساطة في أزمة قطر أمر لم يعد يليق بالكويت.. صارت الكويت أكبر منها بكثير، ومكاننا الحقيقي اآلن في االصطفاف مع الذين اصطفوا معنا عام 90 ولم يتوسطوا!».