Okaz

صور ومواقف!

- د/ رشيد بن حويل البيضاني Dr.rasheed17@gmail.com

بعد تزاحم املناسبات اإلسالمية الجميلة التي تأخذنا إلـى روح اإلسالم وجوهره، والبعد عن كل ما يتناقله ظلما وبهتانا أعداؤه، وتـصـويـره بـالـصـور السلبية الـتـي ال تليق بالتعاليم واألخالق والـقـيـم اإلسـالمـي­ـة الـتـي دلـنـا عليها سبحانه وتـعـالـى فــي كتابه الـعـزيـز، فلقد جـــاءت فــي حــج هــذا الــعــام واألعــــو­ام السابقة صور جميلة نابعة من روح إيمانية قوية، ال نفاق فيها، وال طلب إحسان من أحد، تلك املواقف التي فعلها أبناء هذا الوطن محبة في حجاج بيت الله الـذيـن جــاؤوا ملبني لله وحــده ألداء شعيرة مـن شعائر اإلسالم، وعلى رأسها أبناء هذا الوطن كما رسمه الجنود البواسل، الذين بالحق صــوروا رمـز املحبة واملــودة واإلنسانية كما أمـر به ديننا الحبيب. لقد رأينا صورا متعددة، جعلت كثيرا من الحجاج وغير الحجاج يكبرون ويهللون ويشيدون وينادون بأن ما يفعله هؤالء الجنود مع كبار السن والعجزة واألطـفـال واملحتاجني من مساعدة، إنما هذا هو روح اإلســالم، حيث قال الله سبحانه وتعالى عن رسوله الكريم: «وإنك لعلى خلق عظيم». ولنا في رسول الله قدوة حسنة، وكلنا فداء لهذا الدين الحنيف ورسولنا الحبيب، الذي لم يرشدنا قط إلى العنف أو االحتقار أو اإلقالل أو التهميش ألي إنسان كان، مهما كــان جنسه أو لـونـه أو ضعفه أو فـقـره أو كـبـره أو صغره بحق. إن السماحة واإلنسانية والرأفة التي قام بها جنود أو مدنيون أو كشافة أو مواطنون أو حتى مقيمني، إنما هي صور يمليها عليهم دينهم، فليشاهد العالم كله أن هذا هو الدين الحنيف، وهؤالء هم أبـنـاؤه وليس املبتدعة أو املنحرفة أو الـحـاقـدة التي لـم تجد إال الطعن والقذف لهذا الوطن وأبنائه؛ ألنهم متمسكون بشرع الله. فنقول إن األخالق والسماحة واإليمان والنظافة واإلنسانية يجب أن يتعلمها الجميع، ويعرفوا بأنها نابعة من هذا الدين اإلسالمي، ال غربية وال شرقية أخذنا منهم حضارة أو ثقافة، وعلينا أن ال نغتر بأي مسلسالت وقتية تظهر إنسانية مزيفة من أجل مصلحة مادية. أشعر بأن شبابنا في اآلونة األخيرة أخذوا ينحون منحى جميال، وذلــك لوضوح الـصـورة التي أظهرها الله سبحانه وتعالى لهم، وعرفوا زيف وخبث اإلعالم الغربي، وكذا زيف املتربصني بالدين مـن أبـنـاء جلدتنا الـذيـن ال يمتون لـإسـالم بـشـيء، وال بسماحته ومحبته وأخالقه. نعجب كثيرا مما تقوم به بعض الحضارات والثقافات األخرى من انتهاج سمات جميلة، كالنظافة مثال، ولو بحثنا وفتشنا لوجدنا أن ديننا يزجرنا عن عدم نهج النظافة. فإلى شباب وطننا وشباب العرب واإلسالم، عليكم باملحبة واملودة واإلنسانية، فلن تجدوها إال في هذا الدين، وعليهم أن يكفوا من خالل وسائل التواصل، أو نشر الصور، أو االعالم املرئي أو املقروء عـن جلد الـــذات جـلـدا ليس حقيقيا بـأخـذ املــواقــ­ف السلبية، ومن الــشــواذ القلة الـذيـن ينتهجون أعـمـاال ال تمت إلــى ديننا وال إلى تقاليدنا وعاداتنا بصلة، وال نعممه على مجتمعنا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia