السعودية وروسيا.. عالقة متصاعدة من «التقليدية» إلى «اإلستراتيجية»
ﺣﻠﺤﻠﺔ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.. ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ
املتتبع للعالقات السعودية الروسية يـرى تصاعد مستوى العالقات مـن التقليدية إلـى مصاف الشراكة اإلستراتيجية خـالل فترة وجيرة، وسـيـجـد أن الــتــواصــل بــني الــريــاض ومـوسـكـو جــاء ملتطلبات املرحلة الجيوستراتيجية، فضال عن حرص السعودية على تنويع عالقاتها مع الغرب والشرق، خصوصا أن العالقات السعودية الروسية لم تعد مجرد عالقات عامة، بل شراكة عميقة ومتجذرة باعتبار أن روسيا قوة عظمى وتطل سياساتها مباشرة على منطقة الـشـرق األوســط، خصوصا في األزمة السورية وملف مكافحة اإلرهاب، السيما أن موسكو أصبح لديها يقني أن السعودية باتت «الطرف األساسي» الذي يقود الخريطة العربية واإلسالمية في ملفات ساخنة عــدة، خصوصا ملف مكافحة اإلرهاب وإرسـاء السالم واألمن في الشرق األوسـط، وهنا تبرز الحاجة مشتركة للتكامل والتواصل، خصوصا أن السياسة السعودية الجديدة تؤمن بأن اختالف وجهات النظر ال يعني القطيعة، كما قال ولي العهد األمير محمد بن سلمان «قد نختلف مع روسيا في سورية ولكن هناك قواسم مشتركة عدة نتفق معها»، باعتبار أن روسيا التي عادت للقطبية باتت تلعب أدوارا مؤثرة في امللفات امللتهبة في املنطقة، وهي أيضا من الدول الخمس صاحبة حق النقض الفيتو في مجلس األمن، فضال عن دورها اإلستراتيجي فـي قضايا املنطقة خصوصا امللف الـسـوري ومكافحة اإلرهــاب. ومن هنا تأتي زيـارة وزيـر الخارجية سيرغي الفــروف اليوم إلـــى الـسـعـوديــة فــي إطـــار الـتـأكـيـد عـلـى الــشــراكــة الـسـعـوديــة الروسية، إذ سيلتقي خــالل الــزيــارة خــادم الحرمني الشريفني وكـبـار املسؤولني السعوديني لبحث تطورات األوضــاع في املنطقة، خصوصا في اليمن والعراق، والتسوية الفلسطينية اإلسرائيلية، إضافة إلى التنسيق في مجال النفط والطاقة. وتأتي زيـارة الفـروف قبيل زيـارة مرتقبة للملك سلمان بـن عبدالعزيز إلــى موسكو الشهر الــقــادم. وسيبحث الفروف بحسب مــصــادر روســيــة سبل تعزيز الـعـالقـات الثنائية والــوضــع في ســوريــة واألزمــــة الــقــطــريــة، وهـــي اسـتـكـمـال لـجـولـة سـابـقـة زار خاللها اإلمـــارات والبحرين والكويت وقـطـر، إضـافـة إلــى الجهود الرامية إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية إلى املفاوضات في جنيف تحت إشراف األمم املتحدة. وأشارت مصادر روسية إلى أن مباحثات الفروف في السعودية ستتناول بالتفصيل األزمـة القطرية، مؤكدة أن موسكو ال تزال تدعو الدول املعنية إلى تجاوز خالفاتها من خالل املفاوضات وإيجاد حلول وسط تسمح بإعادة العالقات بني هذه الدول إلى مجراها الطبيعي. وأشــــارت مــصــادر خليجية إلــى أنــه يتعني أن تـقـوم روسيا بدعم املواقف الخليجية تجاه القضايا اإلقليمية، داخل أروقة املنظمات الـدولـيـة، خصوصا املـلـف اليمني ودعــم الشرعية فــي اليمن وسورية وإحالل السالم العادل والشامل في منطقة الشرق األوسط.