ملاذا ال تقيم السلطة القطرية وزنا لوساطة الكويت؟

منذ بداية األزمـة الخليجية مع السلطة القطرية، وتدخل الكويت على خط الوساطة ألول مرة عام 2014 عبر أميرها الشيخ صباح األحمد، كانت تتعامل السلطة القطرية مع هذه الوساطة بكثير من االستخفاف وعدم املسؤولية، وهو ما اتضح في تصريحات وزير خارجية قطر أمس (الجمعة)، الذي نفى أن تكون قطر قد قبلت املطالب الـ31 التي قدمتها الدول األربع لقطر في وقت سابق. وكان أمير الكويت الشيخ صباح األحمد الصباح، أعلن من واشنطن أمس (الجمعة)، أن قطر قبلت املطالب الـ31، لكن وزير الخارجية القطري ظهر سريعا وأكد أن تصريحات أمير الكويت «اقتصت من سياقها»، وبذلك تكمل السلطة القطرية مسلسل مراوغاتها وااللتفاف على دور الوساطة الكويتية التي يراها مراقبون أنها مـحـاوالت قطرية من أجـل البحث عن وسيط «كبير» يجعل من السلطة القطرية ترضخ له حتى لو كان يلتهم سيادتها عبر أكبر قاعدة عسكرية في العالم. وقــال املحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد مناع لــ«عـكـاظ»، أمــس (الجمعة)، إن قطر مجبرة على وساطة الكويت، ولـو كـان األمـر بيدها ملا قبلت بذلك، مشبها وضـع السلطة القطرية حاليا بـ «العروس» التي عندما يكثر خطابها سرعان ما تبور، وهو ما ينطبق على السلطة القطرية التي تنتظر حاليا املزيد من الوسطاء والشخصيات التي تتدخل باألزمة لترضي غرورها. واعتبر مراقبون أن استمرار السلطة القطرية بعرقلة كل مساعي الوساطة الكويتية، وعدم قيامها لوساطة الكويت وزنا، يؤكد أنها بالفعل ال تستطيع التنصل من التحالف اإليراني، وبالتالي ربما تستمر األزمة لوقت طويل. واعــتــبــروا أن ارتــمــاء السلطة القطرية فــي «الــفــخ اإليـــرانـــي»، يجعل مــن وســاطــة الـكـويـت أمرا مستحيال، خصوصا أن العالقات القطرية اإليرانية ليست وليدة اللحظة، فهي متعمقة منذ أن كانت الدوحة تتحرك وفق اإلمالء ات اإليرانية خالل حكم «الحمدين». ويؤكد مراقبون أن التحالف القطري ــ اإليراني، وضع الدوحة في مأزق حقيقي في ظل أجندة ممنهجة لخروجها من مجلس دول التعاون الخليجي حتى تتحرك بحرية أكثر بما تكلف به من قبل القوى الدولية الداعمة لإرهاب، السيما أن قطر عنصر فاعل في مخطط تقسيم الشرق األوســط، ودورهــا الفاعل في مايسمى بـــ«ثــورات الربيع العربي»، كما اتضح أن أجندتها تتفق مع األجندة اإليرانية، وهو ما يشكل حجر عثرة أمام الوساطة الكويتية الرامية إلى إعادة قطر ملحيطها الخليجي.