ليتنا ال جناري السفهاء

أستغرب كيف يبيع اإلنـسـان الــذي يفترض أنـه مثقف وواع ضميره وفكره وعقله، ويصبح مرتزقا يجعجع هنا ويصرخ هناك بأراجيف وأكــاذيــب يعلم أنها مغالطة للحقيقة الواضحة كالشمس، ولنأخذ على ذلك مثال حج هذا العام، والـذي كان ناجحا بكل املقاييس، وقد علم وأدرك وشاهد وملس القاصي والداني ذلك النجاح الذي يشهد به كل حاج منصف جاء ليؤدي فريضته وعـاد أو سيعود إلى بـالده إن شاء الله بكل يسر وسالم، هذا النجاح لم يرق لبعض األبواق املأجورة التي اختلقت وخـاضـت فـي موضوعات بعيدة كـل البعد عـن جوهر املسؤولية التي تقوم بها بالدنا، ومـن ذلـك قولهم بتسييس الحج !، فأي تسييس أيها الحمقى وقد استقبلت بالدنا أكثر من 86 ألف حاج إيراني هذا العام ولم نخلط بينهم كإخوة في اإلسالم وبني حكومتهم التي تناصبنا العداء، وكيف يؤمن ويعلق أولئك املرتزقة على كذبة منع األشقاء القطريني من الحج وقد حل بيننا هذا العام 1564 حاجا قطريا أدوا مناسكهم كبقية حجاج بيت الله الحرام. كيف يكذب هــؤالء ؟ وكيف يرضون ألنفسهم بتزييف الحقيقة دون أن يدركوا أن املشاهد أو القارئ أو املستمع في عصر ثورة االتصاالت وتقنية املعلومات ليس جاهال أو مغفال حتى يصدق أكاذيبهم أو تنطلي عليه أراجيفهم. لقد كشفت مواقف بالدنا من كل قضايا وأزمات العالم أن هناك منابر إعالمية تقف عليها أسـمـاء مـأجـورة أصبح معروفا عنها وبمجرد رؤيتها على الشاشة أنها تحمل داخلها حقدا على بالدنا حتى وإن لـم تتكلم، ومما يؤسف لـه أن هناك أشـقـاء خليجيني يشاركون هذه «الجوقة» في نفث سمومهم علينا وعلى دولتنا بشكل قـذر ومبالغ فيه. وما أتمناه أن ال ننجرف نحن كإعالم ومواطنني ومدافعني عن الحق إلى نفس املستنقع الذي يستوطن فيه أولئك الحاقدون، صحيح أن ذلك العفن الذي نشاهده أو نقرأه يستفز حتى الحليم، لكن خلقنا وتربيتنا وديننا تمنعنا من أن ننزلق إلـى طريق السفهاء مهما بلغت درجة سفههم وسخفهم. ولن نطمر ذلك املستنقع إال بإستراتيجية إعالمية خارجية محكمة الحلقات تقوم على إيضاح الحقائق الضرورية جدا بعيدا عن الغوغائية التي يستخدمها أعداؤنا، ودون أن نضع أي وزن أو حجم ألي اسم حاقد ال يستحق حتى ذكر حروفه.