Okaz

ثالثي املكر «متيم - واحلمدين».. يخربون بيوتهم بأيديهم

- فهيم الحامد (جدة) @FAlhamid

لم يكن الليل قبل املاضي كأمثاله في مسيرة األزمة القطرية، إذ بدت وكأنها قاب قوسني أو أدنى من تحقيق اختراق، بعد اتصال هاتفي ألمير قطر تميم بـن حمد بـولـي العهد األمـيـر محمد بـن سلمان، مبديا رغبته فـي الجلوس على طاولة الحوار، ومناقشة املطالب الـ31 للدول األربع بما يضمن مصالح الجميع. وبـأريـحـي­ـة تــامــة وبـخـلـق الـكـبـار وشــيــم الــعــرب، أعــلــن ولــي الـعـهـد ترحيبه بالعرض القطري، لكنه أكد أنه سيعلن موقف اململكة الرسمي بعد التشاور مع (اإلمارات والبحرين ومصر)، وهو شيء طبيعي ومنطقي باعتبار أن أي تقدم في األزمة يجب أن يحظى بموافقتها. وما إن أعلن هذا االختراق حتى ســادت حالة من الترحيب والتفاؤل في األوســاط السعودية والخليجية والعريبة، لحدوث هذا االختراق اإليجابي وبداية حلحلة األزمة. وزاد من نبرة التفاؤل تغريدة وزير الشؤون الخارجية اإلماراتي أنور قرقاش، على حسابه في «تويتر» عندما قال: «متى ما كانت املسألة في يد األمير محمد بن سلمان، فأبشروا بالخير»، لكن وكما يقولون أتت الرياح بما ال تشتهي السفن، وجـاءت الطامة الكبرى بعد لحظات وجيزة عندما أعلنت وكالة األنباء القطرية التخريبية، أن االتصال تم بتنسيق من الرئيس األمريكي ترمب في تحريف واضـح للواقع، ثم تبعتها «الجزيرة» بنشر بيان كـاذب أيضا بالتأكيد على نفس املعنى. وهنا انكشف الكذب ووئـد الحوار، عندما علم الجميع أن «قنا» حرفت مضمون االتـصـال الــذي تلقاه ولـي العهد السعودي من أمير قطر بعد دقائق من إتمامه، فـاالتـصـا­ل كــان بـنـاء على طلب قطر ورغبتها فـي الـحـوار مـع الــدول األربــع حول مطالبها وليس كما زعمت الوكالة القطرية وجزيرتها. وهنا حصحص الحق، وجــاء الــرد السعودي ملجما وشفافا وسريعا، بتعطيل أي حــوار مـع قطر حتى تصدر تصريحًا واضحًا عن موقفها بشكل علني، بحسب ما جاء على لسان مصدر مسؤول بــوزارة الخارجية، والــذي أكـد أن ما نشرته وكالة األنـبـاء القطرية ال يمت للحقيقة بأي صلة، وأن ما تم نشره استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويـدل بشكل واضـح على أنها لم تستوعب بعد أن السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية لالتفاقات والحقائق. ما حصل ليل السبت يثبت للجميع أن سلطة تميم، ونظام الحمدين ليسوا جــاديــن فــي الـــحـــو­ار، وأنــهــم مـسـتـمـرو­ن فــي نـهـج املـغـالـط­ـة والــتــسـ­ـويــف ولي الحقائق، وعليه فإن القرار السعودي بتعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، كان قرارا سليما؛ ألن الـسـعـودي­ـة تـريـد أن تتعامل مــع دولـــة مـسـؤولـة ولـيـس دويلة تديرها خاليا عزمي بشارة أو تحركها وكالة أنباء ساعة تقول إن موقعها اخترق وأخرى تلفق وتكذب، وهو أمر ليس بمستغرب عليها فهي وكالة الكذب القطرية بامتياز، ولهذا فإنه بهذه السياسة املتخبطة، سيظل نظام تميم معزوال، يمارس التخريب والكذب وتضييع الفرص.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia