سو تشي «نوبل» واإلبادة.. ال يستويان
الــفــائــزون بــجــائــزة الـــســـالم، يــتــشــدوق بــالــســالم وهـــم الذين يتسببون في املـوت والدمار واإلبــادة والتطهير. هذا الكالم يـنـطـبـق نــصــا وروحـــــا عــلــى أونــــغ ســـان ســـو تــشــي الزعيمة الفعلية في ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسالم، عندما نطقت أخيرا تعليقًا على أزمة مسلمي الروهينغا زاعمة «إن حكومتها تحمي كل فرد في والية راخن» في حن أن الواقع يختلف تماما عما قالت، فـاإلبـادة الجماعية مستمرة ضد مسلمي الروهينغا أمام مرأى ومسمع املجتمع الدولي الذي اكـتـفـى بـاالسـتـمـتـاع بـهـذه املـنـاظـر الـتـي يـنـدى لـهـا الجبن. الشعب الروهينغي بحاجة ماسة للحماية بدال من املتاجرة بقضيتهم لكي يحققوا مــآرب سياسية على حساب مآسي الشعوب املسلمة املضطهدة.. ولـأسـف الشديد إن الزعيمة أونــغ ســان سـو تشي الحائزة جـائـزة نوبل للسالم قبل أكثر مـن ربــع قــرن بسبب نضالها ألكــثــر مــن عــشــريــن عــامــًا مــن أجـــل الــديــمــوقــراطــيــة أصبحت مــهــادنــة لـلـقـمـع، وهـــي الــتــي كـــان يـعـتـبـرهـا الــكــثــيــرون رمزًا عامليًا للمقاومة السلمية في مواجهة القمع، فكيف انقلبت على مبادئها التي ناضلت من أجلها طــوال حياتها؟! فهل تستحق املحافظة على هـذا اللقب أم يفترض سحبه منها.. نحن أمام حالة أخالقية وإنسانية واضحة، وعندما نطالب الـدول العربية واإلسالمية بالتحرك ملساعدة الروهينغين، فذلك ليس من منطلق أنهم مسلمون فقط، وإنما من منطلق إنساني.. الـروهـيـنـغـا هــم «أكــثــر شـعـب بــال أصــدقــاء فــي الــعــالــم»، إذ إنهم يرفضون من البلد الــذي يقولون إنـه وطنهم، حيث يــعــيــش نــحــو مــلــيــون مــنــهــم فـــي مــيــانــمــار، بــعــضــهــم في مخيمات الجــئــن، خـصـوصـا فــي واليـــة راخـــن، ويرفض نظام ميانمار منحهم الجنسية، وال ترغب الدول املجاورة في إيوائهم، وهم أقلية بال دولة، أرهقها الفقر، وال يزالون يــفــرون مــن مـيـانـمـار مـنـذ عــقــود. والـروهـيـنـغـا هــم إحدى األقليات العرقية الكثيرة فـي ميانمار لكن الحكومة في مــيــانــمــار تـحـرمـهـم مــن الــحــصــول عــلــى الـجـنـسـيـة، وترى أنهم مهاجرون غير قانونين مـن بنغالديش.. مـن ينقذ الـشـعـب الـروهـيـنـغـي الـــذي يعيش حــالــة االبــــادة الكاملة. سوتشي، جائزة نوبل.. واإلبادة ضد الشعب الروهينغي.. اليستويان.. إما أن تتنازلي عن الجائزة وإما أن تحافظي عـلـى سمعتك وتــوقــفــي هـــذه اإلبـــــادة وتـصـبـحـي مرشحة لجائرة وقف االضطهاد ضد الشعب الروهينغي العاملية.