أزمة قطر.. وماذا بعد ؟!
مــوجــة فـــرح عــارمــة عــمــت الـخـلـيـج الــعــربــي مــع إعالن اتــصــال أمـيـر قـطـر الـشـيـخ تميم بــن حـمـد بـولـي العهد السعودي األمير محمد بن سلمان، فقد مل الخليجيون مـــن أجــــــواء الـــخـــالف ومــــا أثــــــاره مـــن عـــواصـــف ترابية إعالمية خانقة عكرت صفو حياة الناس، لكن سرعان مـا تبعت مـوجـة الـفـرح مـوجـة إحـبـاط وخيبة أمــل مع ما بثته وكالة األنباء القطرية وتناقلته عنها وسائل اإلعـالم املحسوبة على الحكومة القطرية عن االتصال مـن صيغة خبرية مـراوغـة سعت على مـا يبدو لحفظ ماء وجه السلطة القطرية على حساب املصلحة العليا للشعب القطري ! ومـــا بــن مــشــاعــر الــفــرح وخــيــبــة األمــــل املـتـقـلـبـة أظهر الشعب الخليجي موقفه من األزمــة، ورغبته في حلها وطي هذه الصفحة املريرة بكل تفاصيلها، لكن لألسف يبدو أن الراغبن في تعقيد األمور واستمرار األزمة في الدوحة يتغلبون حاليا على العقالء الراغبن في الحل والـتـخـلـص مــن أعــبــاء الـسـيـاسـات الـعـابـثـة واملغامرات الباهظة التكلفة! مــا جـــرى يــؤكــد أن الــقــرار فــي الــدوحــة فــي مــكــان آخر، وأن الــطــرف الــــذي ســبــب األزمـــــة مــا زال يـمـسـك بزمام األمور، وأن املراوغة ما زالت هوايته املفضلة، لكن ردة الفعل السعودية الحازمة التي عبر عنها بيان وزارة الخارجية تؤكد أن الرياض لم تعد تجامل ولن تتسامح مع أي عبث صبياني حتى ولو كان يهدف لحفظ ماء وجه شكلي! أرجــــو أن يـتـمـكـن الــعــقــالء فــي قــطــر مــن جــمــع شتاتهم واإلمساك بزمام األمور لتحقيق مصلحة قطر حكومة وشعبا، فقد أكد مسار األحــداث أن هناك خيارا واحدا لحل األزمــة وهو إزالــة أسباب الخالف، وطريقا واحدا للخروج منها يمر عبر الرياض!