تعزيز التسامح.. تطوير التعليم.. دعم املبدعني.. مواكبة السباق التقني
كلمة امللك سلمان في أستانا.. مواجهة حاسمة لتحديات األمة
ألن خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز يدرك تمامًا أن التعليم لم يعد ترفًا بـل هـو مطلب مهم لدعم انطالقة مسيرة التطور والتنمية فـي األمــة اإلسالمية، جــاءت كلمته الضافية فـي القمة اإلسـالمـيـة األولــى للعلوم والتكنولوجيا فـي العالم اإلسـالمـي بأستانا بمثابة خريطة طريق للعالم اإلسـالمـي ملواجهة تحدياته سواء كـانـت إرهــابــًا أم تطرفًا أم تــدخــال فــي شـــؤون الـــدول األخـــرى، وذلـــك مــن خالل تكثيف االهتمام بالنهضة املعرفية والتقنية وتقديم الدعم الـالزم لها لـالرتـقـاء باملستويات التعليمية ألبـنـاء األمــة فـي شتى املجاالت العلمية خصوصًا في املجال التقني، كـون ثــورة املعلومات والتكنولوجيا في العالم، تفرض علينا التحرك بسرعة وفاعلية، للحاق بركبها، ألن من يفقد في هذا السباق الــعــلــمــي واملـــعـــلـــومـــاتـــي مــكــانــتــه، لـــن يــفــقــد فقط صدارته، بل قبل ذلك إرادته. وانطالقًا من هذه القناعة الراسخة بأهمية التعليم في دعـم مسيرة التطور في دول العالم اإلسـالمـي، جـاءت تأكيدات امللك بــأهــمــيــة الــنــهــضــة املــعــرفــيــة كعنصر أساس لتحقيقُ التنمية االجتماعية واالقتصادية املستدامة، ومواجهة الـتـحـديـات فــي عــالــم يـحـتـدم فيه الــتــنــافــس املــعــرفــي الــــذي أصبح حــــجــــر الــــــــزاويــــــــة فــــــي النجاح االقـــتـــصـــادي، وكــمــا يـــرى امللك سلمان أن تحقيق هذه النهضة في املعرفة والعلوم التطبيقية والتقنية يتطلب تطوير التعليم مـن مراحله األولــى حتى التعليم العالي، وتشجيع اإلبداع الكتشاف املواهب وتشجيع البحث العلمي والتقني، وتطوير التقنيات املبتكرة، وبناء منظومة متكاملة الحتضان املبدعن وأفكارهم، وتعزيز التعاون والتكامل، داخل الدولة الواحدة، وبن الدول، ومن خالل املنظمات الدولية. ولم تقتصر تأكيدات امللك سلمان على أهمية النهضة املعرفية بل أكد على أهمية أبنائنا وبناتنا باعتبارهم أثمن ثــروات األمــة، ويحتاجون منا أن ننطلق بهم نحو املستقبل من خـالل اكتشاف قدراتهم ومواهبهم، وتقديم الدعم الــالزم لهم لتطوير مبتكراتهم بهدف تعزيز إسهاماتهم الفاعلة فـي خدمة أوطـانـهـم وأمـتـهـم، والعمل بـإخـالص في تفويت أي فرصة على حملة األفكار املضللة املتطرفة من األضرار باألمة وإمكانياتها ومقدراتها. وفــي خـتـام كلمته تـأتـي تـأكـيـداتـه بأهمية الــتــعــاون فــي نـجـاح رحلة تـحـقـيـق االزدهــــــار املــنــشــود اقــتــصــاديــًا واجــتــمــاعــيــًا والنهوض بــالــقــدرات العلمية والتقنية لــأمــة، مــع التمسك بما يدعو إلـيـه ديننا الحنيف مـن التعاضد واملـحـبـة والتسامح، لتجنيب عاملنا اإلسـالمـي مـا يتعرض لـه الـيـوم من أزمــات، نجمت عن الفرقة والتدخالت املرفوضة في شؤون الغير. وتـظـل الـسـعـوديـة أنـمـوذجـًا يحتذى بــه في االهتمام بشبابها وتشجيعهم للمضي قـــدمـــًا فـــي خـــدمـــة وطـــنـــهـــم، ولـــعـــل هذا التوجه يظهر جليًا في رؤيـة ،2030 إذ تــركــز عــلــى دعــمــهــم وتمكينهم وصقل مهاراتهم من خالل الكليات الـعـلـمـيـة املــتــطــورة والجامعات البحثية ومدن التقنية الحديثة، لــالرتــقــاء بـمـهـاراتـهـم املعرفية والتقنية ليسهموا بفاعلية في خدمة مسيرة التنمية الوطنية في بالدهم.