قطر.. منطق أعوج
تريد قطر أن تسود وتحكم الخليج بمنطق «شريعة الغاب». وهي تـدرك أنها ليست أهـال لذلك، ألن شريعة الـــغـــاب تــعــنــي أن الـــبـــقـــاء لــــأقــــوى، وأن الـــقـــوي يأكل الضعيف، وهي ال تملك أيًا من املوازين الكفيلة بترجيح الكفة ملصلحتها. لكن خبث مـن يتحكمون فـي القرار القطري هيأ لهم أن «الــبــتــرودوالر» قــادر على تحويل نقاط الضعف القطرية قوة. وحشدت األدوات لتحقيق مرامها. فجاءت بجماعة اإلخــوان املسلمن، فهم خير من يستطيعون ابتكار حلول الزعزعة، وإحداث الفتنة والشقاق بن املجتمعات والدول، واستعانت باالستقواء بالدخالء لحمايتها من أسود الغابة الذين تعرف أنها لــن تــقــوى عــلــى مــواجــهــتــهــم. وعـــــززت إستراتيجيتها الــشــريــرة بـاسـتـقـطـاب حــركــات الــتــطــرف الـعـنـيـف التي عـاثـت فــي الـشـعـوب قـتـال ودمــــارًا، فــي ســوريــة، وليبيا، والــيــمــن، والـــعـــراق. غـيـر أن املـحـنـة الحقيقية للقيادة القطرية تكمن في أنها ال تعرف كم هي صغيرة لتلعب وسط الكبار. فقد ألقت نفسها في أتون أزمة اقتصادية طاحنة، واضطرت الستنزاف احتياطاتها وموجوداتها في الخارج، لتثبت عبثًا أنها تستطيع الصمود بوجه الـــــدول الــتــي قــــررت مـقـاطـعـتـهـا. وأضـــاعـــت كـــل فرصة ثمينة لحسم األزمة الراهنة، متشدقة بمنطق السيادة. ولعلها املـرة األولــى في التاريخ التي تزعم فيها دولة حديثة أن مطالبتها بوقف دعم اإلرهاب وتمويله يعد انتقاصًا من سيادتها. هل تعني السيادة القطرية أن يـشـرع لها الـبـاب والـنـوافـذ للتدخل فـي شــؤون الدول، وإراقـــة دمــاء األبــريــاء فــي كــل مــكــان؟ إنــه منطق باطل، ليست فيه ذرة من العقل واملنطق، بل هو تشبث طفولي بسلوك منحرف ظلت حكومة «الحمدين» تمارسه منذ 20 عامًا... وعندما قررت الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهـــاب أن تطلب منها الكف عنه، أخــذت تـولـول: إنه انــتــقــاص مـــن ســيــادتــنــا! إذن فــلــن تــهــنــأ تــلــك العقول املريضة ما دام العالم كله بـات مقتنعًا بأنه آن األوان لتتخلى قطر عن سياساتها الرديئة.