أعضاء شورى ينعون صندوق التنمية العقارية.. ويطالبون بحله
املبالغ املتأخرة للسداد قرابة 30 مليار ريال
انتقد أعضاء في مجلس الشورى صندوق التنمية العقارية، معتبرين أنه لم يعد يستطيع الوفاء بالتزاماته، وأنه يعمل بال خطط وال رؤية واضــحــة، مطالبن بـسـرعـة حـلـه وضــم بـرامـجـه التمويلية إلــى وزارة اإلســـكـــان، مــؤكــديــن أنـــه يـتـحـجـج أحــيــانــا بــعــدم وجــــود مــبــالــغ كافية لالقتراض، وتساء لوا: «أين ذهب الدعم الحكومي السخي؟». وطالب األعضاء أمس (اإلثنن) خالل مناقشة تقرير لجنة الــحــج واإلســـكـــان والـــخـــدمـــات بــشــأن الــتــقــريــر السنوي للصندوق بدعم الصندوق ومساعدته فـي تحصيل قروضه املتأخرة من خالل التوجيه الحازم بأهمية تـعـاون جميع الجهات الحكومية وغـيـر الحكومية بتطبيق الحسومات الشهرية على منسوبيها لصالح الصندوق والرفع بها بصفة منتظمة.
تقرير دون تفصيالت
وتــســاءل عضو الــشــورى الـدكـتـور سلطان آل فـالـح: «كيف يكون لجهة مثل صندوق التنمية العقارية أن يكتب تقريره السنوي بـهـذه الـطـريـقـة؟ ملــاذا ال نجد فيه أي تفصيل لــإيــرادات واملصروفات واالستثمارات»؟. وقال:«إن رأسمال الصندوق يصل اآلن إلى قرابة 182 مليار ريـال، وحتى هذه اللحظة ال توجد أية آلية واضحة للمواطنن عــن طـريـقـة الـتـمـويـل، وخـصـوصـًا مــا يتعلق بـأسـبـاب الــرفــض وحجم املبلغ وخالفه حتى هذه اللحظة»، مؤكدًا أن الصندوق أصبح بالفعل شريكًا للبنوك التجارية التي وضعت عائقًا كبيرًا جدا أمام املواطنن لالستفادة من التمويل، وتساءل آل فالح عن الفرق بن وزارة اإلسكان وصـنـدوق التنمية العقارية؟. وقــال: «إذا كـان الصندوق يقدم الحلول التمويلية واإلسكانية التي التزال تتراوح في وزارة اإلسكان، فإن هذه إشكالية كبيرة وسيكون هناك ضباب دائم ما لم يحل هــذا الـصـنـدوق»، مقترحا أن يتم حـل الـصـنـدوق وضم الـتـمـويـالت الـتـي يقدمها إلــى وزارة اإلســكــان بطرق تمويلية جيدة للمواطنن. ولفت إلى أن هناك فجوة كبيرة جدا بن من يرأس مــجـلــس إدارة الــصــنــدوق وبـــن أعـــمـــال الصندوق، مؤكدًا أن هناك ضبابية ورؤية غير واضحة، متمنيا أن ال يكون ضحيتها املواطن.
فوائد تثقل كاهل املواطن
من جهتها، قدمت عضو الشورى الدكتورة جواهر العنزي مقارنة ما بن واقـع الحال الـذي كـان يعيشه بنك التنمية العقاري ما بن األمـس واليوم، وقالت: «في املاضي كان املتقدم يحصل على 500 ألــف ريـــال، بغض النظر عـن راتـبـه أو ديــونــه، أمــا اآلن فــإن القرض يكون حسب الراتب وبراءة الذمة من سمة، كما أنه كان في املاضي يسمى القرض قرضًا حسنًا دون أي فوائد، أمـا اليوم فإنه بفوائد تثقل كاهل املواطن، إضافة إلى أن تسديد القرض كان في السابق يبدأ بعد سنتن، أما اآلن فإنه يتم السداد من أول شهر، إضافة إلى مصاريف إدارية للبنك خالل توقيع عقد الشراء»، مضيفة أن األرامل ومـــحـــدودي الــدخــل حــتــى مــن غــيــر املــوظــفــن كــانــوا يحصلون على القرض، أما اليوم فإنه البد من الخضوع لشروط البنك التي تستبعدهم، كما أن الدولة كانت تتحمل تسديد الدين إذا توفي املقترض، وهو األمر الذي ال يــحــدث الــيــوم، مــؤكــدة أن الــصــنــدوق يتحجج أحيانا بعدم وجود مبالغ كافية لالقتراض، وهنا البد من السؤال التالي: «أين ذهب الدعم الحكومي الــــســــخــــي؟» وتــــســــاءلــــت أيــــضــــا: «هــــــل يــبــقــى اسم الصندوق على ما هو عليه، أم يتغير إلى الصندوق املسوق للبنوك التجارية؟».
معاجلة تأخر السداد
وقال عضو الشورى الدكتور محمد آل ناجي: «إن القرارات التي وافق عليها صندوق التنمية العقارية وصلت إلى قرابة مليون وحدة سكنية»، مؤكدا أن الصندوق شابه الكثير من التغيير في منهجية العمل، وهذا التغير يبدو أنه ليس من تلقاء نفسه، ولكنه أتى وفقا لتوجيهات جاء ت إلى الصندوق، مضيفًا «لدى الصندوق حاليا قرابة نصف مليون في قائمة االنتظار»، ولفت إلى أن املبالغ املتأخرة للسداد قرابة 30 مليار ريــال، ودعــا الصندوق إلـى معالجة مشكلة املتأخرين والعاجزين عن السداد، وأن يركز في مهمته األساسية وهي منح القروض للمواطنن في بناء املساكن، بالتعاون مع وزارة اإلسكان، وأن ال ينشغل ببرامج
أخرى ليست من مهماته.
الصندوق أضر باملواطنني
أمـا عضو الـشـورى الدكتورة سامية بخاري فأكدت أن الــصــنــدوق جــعــل مــن املــواطــنــن املـسـتـفـيـديـن من بـــرامـــجـــه مــتــضــرريــن، بــعــد تــحــويــلــهــم إلــــى البنوك التجارية، وبالتالي ترتبت على هذا التحويل أضرار عــدة، مـن أهمها عــدم استفادة العديد مـن املواطنن من كامل القرض، خصوصًا الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاما، فـال يتم منحهم كـامـل الــقــرض، بـل جــزءا مـنـه، إضـافـة إلى جشع البنوك في احتساب الفائدة التي أثقلت كاهل املواطنن، وطالبت الـصـنـدوق بإعفاء الجنود املـرابـطـن فـي الــحــدود الجنوبية مـن سداد القروض.