تهور تميم وهشاشة الحمدين.. عقارب الساعة ال تعود للوراء
إعالن الرياض تعطيل املحادثات مع الدوحة بسبب «مراوغة األخيرة» وتغيير محتوى املكاملة الهاتفية بني أمير قطر وولي العهد األمير محمد بن سلمان، كان الحل الوحيد للتعامل مع اإلجراء املتهور لنظام تميم الذي يحركه الحمدان وخاليا عزمي.. السعودية تريد إنقاذ قطر من هذه األزمة، ولكن نظام الحمدين يعاند ويـكـابـر، ويـصـر على مـواقـفـه الـعـدوانـيـة، إذ فوت كل الفرص التي أتيحت لقطر لتتجاوز أزمتها الخانقة. فـي النهاية ال يصح إال الصحيح، وليس أمــام قطر سـوى الـعـودة لرشدها واالنصياع إلرادة جيرانها ومحيطها العربي واإلقليمي والدولي، وأن تكف عـن أالعيبها ومراوغاتها التي لـن تجني من ورائها سوى املزيد من العزلة. ومــن الــواضــح أن تصريحات وزيــر خـارجـيـة قطر، محمد آل ثاني أمـس (اإلثـنـني)، بـأن الدوحة شهدت «ردًا انــتــقــامــيــًا» بــزعــمــه، مــن قــبــل الــســعــوديــة، بعد نصف ساعة من االتصال بني أمير قطر وولي العهد السعودي األمـيـر محمد بـن سلمان، تجسد التهور الكامل للفكر القطري. فبعد تحريف محتوى املكاملة جـــاء وزيــــر خــارجــيــة الــنــفــي الــقــطــري لــيــتــحــدث عن االنتقام. وأي انتقام؟ هل الوقوف ضد سياسات نظام تميم اإلرهـابـيـة انـتـقـام؟، وهـل منع قطر مـن تمويل املنظمات اإلرهـابـيـة انـتـقـام؟. االنـتـقـام هـو تخطيط الــنــظــام الــقــطــري لــالنــقــالب عــلــى الـــــدول الخليجية والـــــخـــــروج مــــن الـــــدائـــــرة الــخــلــيــجــيــة إلـــــى الــــدائــــرة اإليرانية اإلرهابية والتخطيط مع أعداء األمة ودعم امليليشيات اإليـرانـيـة والحوثية لتدمير مكتسبات األمــــة. وبــــدال مــن أن تـمـسـك الـــدوحـــة بـتـالبـيـب هذه الفرصة التاريخية التي توفرت لها، وتبني عليها، وتــوظــف بــــوادر االســتــعــداد الـــذي أبــــداه ولــي العهد بقبول االتــصــال، فـي الــخــروج مـن مـأزقـهـا وأزمتها والبدء في مسار جدي وحقيقي للتعاطي اإليجابي مع طلبات الدول األربع الداعية إلى مكافحة اإلرهاب، أهــدرت الفرصة كعادتها وراحــت تــروج الختالقات كــاذبــة ومــغــرضــة، األمـــر الـــذي اسـتـدعـى ردًا حاسما وفوريًا من وزارة الخارجية السعودية التي أعلنت تعطيل أي حوار بني السعودية وقطر، بعد أن نفت، على لسان مصدر مـسـؤول، صحة مـا نشرته وكالة األنباء القطرية حول االتصال ومضمونه، مؤكدة أن تخبط السياسة القطرية ال يعزز بناء الثقة املطلوبة للحوار. هناك إجماع في املنطقة ضد قطر، واتفاق على أن تمويل قطر للجماعات املتطرفة في بلدانها واملنطقة عمل يجب أن يتوقف.