اإلرهابيان استأجرا الوكر قرب 3 مواقع حيوية
تــكــشــفــت لــــ«عـــكـــاظ» مــعــلــومــات جديدة حول االنتحاريني اليمنيني أحمد ياسر الكلدي وعمار علي محمد، اللذين كانا يستعدان لتنفيذ عمليتني انتحاريتني إرهـابـيـتـني ضــد مـقـريـن تـابـعـني لوزارة الدفاع بالرياض. إذ تبني أن االستراحة الـــتـــي كـــانـــا يــخــتــبــئــان بــهــا كـــانـــت وكرا مؤقتا لتكون منطلقا لتنفيذ عملياتهما االنتحارية، وكانا يتلقيان التدريب على ارتــداء الحزامني الناسفني وتفجيرهما. ونـجـحـت «عــكــاظ» فــي الــوصــول للوكر الـــــــذي يــبــعــد عــــن وســــــط الـــعـــاصـــمـــة ما يقارب 45 كيلو مترا ويقع شمال شرقي العاصمة بحي الرمال. وكــــشــــف مــــوقــــع الــــوكــــر بــــــأن العناصر اإلرهــابــيــة أو الــوســيــط املــســتــأجــر لهما اخـتـار مـوقـع االسـتـراحـة بعناية عالية، إذ حرصا على اختيار املوقع في مخطط عمراني حديث ال تكثر به املباني. وتبني مـــن خــــالل الــجــولــة بــــأن املـــوقـــع معزول وغير مالصق ألي مبنى آخر إلى جانب قربه من ثالثة مواقع حيوية، أحدها مقر عسكري ومجمع سكني خاص. وعلمت «عكاظ» بأن من قام باستئجار الـــوكـــر اإلرهــــابــــي (االســــتــــراحــــة) وسيط ســــــعــــــودي عــــمــــل عــــلــــى تـــهـــيـــئـــتـــه كمقر لـالنـتـحـاريـني، إذ مـضـى عـلـى استئجار االستراحة أقل من شهرين، وهي مكونة مـــن قــســمــني وقــــام الــوســيــط باستئجار كامل االستراحة ودفــع إيجارها مقدما ملالكها عبر عقد إيجار. وبــحــســب حــــارس االســتــراحــة املجاورة (باكستاني) لـ«عكاظ»، فـإن الحركة في االستراحة كانت شبه نادرة غير أنه كان يشاهد شخصا واحدا يأتي لالستراحة بشكل أسبوعي في فترات املساء.
يــشــار إلــــى أن رجــــال األمــــن فـــي رئاسة أمــن الــدولــة عـثـروا خــالل مداهمة الوكر اإلرهــــابــــي عــلــى حـــزامـــني نــاســفــني (يزن كــل واحـــد منهما سبعة كيلوغرامات)، باإلضافة إلى تسع قنابل يدوية محلية الصنع، وأسلحة نارية وبيضاء. وكانت الــســلــطــات األمـــنـــيـــة املــعــنــيــة بمكافحة اإلرهاب بالسعودية تمكنت من التوصل عبر ضرباتها االستباقية لسبعة معامل لـتـصـنـيـع األحـــزمـــة الــنــاســفــة والعبوات املـــتـــفـــجـــرة الـــتـــابـــعـــة لـــعـــنـــاصـــر تنظيم «داعـــــــــش» اإلرهـــــابـــــي مــــا بــــني ديسمبر 2014 حتى يناير ،2017 وتوزع مواقع تلك املعامل في كل من منطقتي الرياض والقصيم ومحافظة جدة. وشــهــدت الـسـعـوديـة منذ ظـهـور تنظيم «داعــش» اإلرهـابـي 14 عملية إرهابية، اســتــخــدم فـيـهـا الـــحـــزام الــنــاســف، وذلك من أول عملية شهدتها اململكة في مايو ؛2015 تـسـعـة مـنـهـا كــانــت فــي مساجد فـــي الــشــرقــيــة ونــــجــــران وعـــســـيـــر، فيما كـــان أحــدهــا عـمـلـيـة فــاشــلــة فــي مواقف مستشفى سليمان فقيه بمحافظة جدة، إضافة لتفجير إرهابي لنفسه في يوليو ،2016 (شــهــر رمـــضـــان الـــعـــام املاضي 7341هـــــــــ)، أثـــنـــاء تــوجــهــه إلــــى املسجد الـــنـــبـــوي الـــشـــريـــف، وقـــيـــام انتحاريني آخرين تفجير نفسيهما خـالل مداهمة رجــــــال األمــــــن لــهــمــا فـــي اســـتـــراحـــة حي الـحـرازات بمحافظة جـدة في 22 يناير ،2017 وفـي يونيو املاضي 28( 2017 رمضان 8341هــــ) فجر انتحاري نفسه فــي مــنــزل مــكــون مــن ثــالثــة أدوار بحي أجـــيـــاد املــصــافــي الـــواقـــع داخــــل محيط املنطقة املـركـزيـة للمسجد الــحــرام بعد محاصرته مـن قبل رجــال األمـــن، ونتج عـــن تــفــجــيــره لــحــزامــه الــنــاســف مقتله وانـــهـــيـــار املــبــنــى الــــــذي كـــــان يتحصن بــداخــلــه، إذ كـــان يــعــتــزم تـنـفـيـذ عملية إرهـابـيـة تستهدف أمــن املسجد الحرام ومرتاديه من املعتمرين واملصلني.