Okaz

«نوارس ال مرئية».. حتليق نحو «الدهشة» واختراق «التردد»

- «عكاظ» (جدة)

تـحـلـق الــشــاعـ­ـرة خــديــجــ­ة الــســيــ­د نــحــو «الـــدهـــ­شـــة»، وتصنع مـــن الـــكـــا­م الــــعـــ­ـادي حـــدثـــا يــتــفــج­ــر طـــاقـــة فـــي الــتــعــ­بــيــر عن الــــذات واإلنـــسـ­ــان عــمــومــ­ا، وهـــو مــا جـــاء فــي الـطـبـعـة الثانية مــن مجموعتها الـشـعـريـ­ة «نــــوارس ال مـرئـيـة» الــصــادر­ة عن «فراديس» البحرينية. وكــمــا فــي تـجـربـتـه­ـا األولــــى «نــبــض الــعــنــ­اقــيــد» يـتـعـالـى في «نـــوارس ال مرئية»، دفء الـحـروف وهــدوء الكلمات وقابلية التأويل عبر مـفـردات عامرة باإليحاء، وبعيدة عن املباشرة الباردة. ما يأذن بتراكمية تجربة تنوس بن النص التفعيلي والنثري متكئة على تجربة قرائية واستيعاب ملفاتيح النص الجديد. ومــن خــال عـتـبـات الــنــص األول فــي الــديــوا­ن يحضر البحر والــــنــ­ــوارس، إال أن الــعــتــ­بــات لـيـسـت عــلــى ظــاهــرهـ­ـا، إذ تقول فـي مطلع املجموعة: «ال تــدرك معنى املـتـاهـة، وال تؤجل من مفاوز الرحيل، تلك الشفيفة تصفق أجنحتها للسماء، كلما خلعت الصحو، تراود الغيم قبل أن يهم بالهطول، لم تتدرع بالخوف، ولم تنس على الضفاف األشرعة، لها أفق الذكريات ولي أحمر يخضب كفوف املساء». وتغلب النزعة اإلنسانية على نصوص املجموعة املستأنسة؛ إذ تحيل األشياء إلى ذوات حية وكأنها مشروع حياة تتكامل، فالجدران عيون مفتوحة على الضوء، وشباك الصيد كفوف مهجوسة بإشباع الصغار، وحتى النوارس البيضاء املضرجة بحمرة الشمس تأتي بهاجس نقل رسائل التحذير للصيادين ولعشاق البحر أن ال تتمادوا في املغامرة. ولــم تنس مـا تحتويه غرفتها مـن نـبـات الزينة الــذي تحول بمرور الوقت إلى بشر تتقاسم معه حكايات الجهات املتخمة بأمواج الحنن وترى فيه خمسينيا تتناوبه أضغاث األحام وتريق عليه بقايا الضجر.

 ??  ?? جابر عصفور
جابر عصفور

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia