الرب على اإلرهاب
في ظل التحوالت في املنطقة، ظلت اململكة تلتمس جانب الحيادية اإليجابية لسنوات عديدة، ولكن مكر الليل والنهار والرغبة الـسـوداء الستهداف األراضــــي املـقـدسـة واملــســاس بمصالح املؤمنني فــي أقــاصــي األرض املــعــمــورة دفــعــهــا للتحرك، فهي املسؤول األول والوحيد عن املحافظة على املقدسات اإلسالمية فـي بـالد الحرمني وتيسير مناسك مـا يزيد على مليار مسلم حــول العالم. وكان البد لها أن تدك الشر وترفع رايات التوحيد الـتـي قـامـت عليها فـي وجــه الـظـالم ومـكـر أعداء الله لتجعل أداء املناسك متاحا وميسرا لجميع املسلمني. النقطة املظلمة بدأت من تحت العمائم اإليرانية، التي تنفق أموال شعبها على تسليح امليليشيات اإلرهـــابـــيـــة واألحــــــــزاب واملـــجـــمـــوعـــات الخارجة على الـقـانـون الـدولـي فـي املنطقة.. فقط لتحقق لـذة الـخـراب ومتعة الفوضى. علما أن شعوبها تعاني من فقر يندى له جبني الكرامة اإلنسانية. فالجملة الشهيرة للشعب اإليراني (كل وال تمت) تعبر بشكل واضــح عن األجــور املتدنية التي ال تغني املواطن اإليراني عن جوع. وجدت اململكة أن الواقع حولها قد تلوث بالفكر الضال والبـد من تعقيمه حتى لو كان في دولة عــزيــزة عـلـى نفسها مـثـل قـطـر الـشـقـيـقـة. فنقطة اإلرهــــاب تــطــورت لتصبح نـصـف دائــــرة تحيط بــالــوطــن مــن الــجــنــوب إلـــى الــشــرق إلـــى الشمال، والــفــكــر اإلرهــــابــــي بــــدأ فـــي شـــد الـــقـــوس ليرمي سهمه امللتهب املسموم إلى وسط بالد الحرمني الشريفني وأرض التوحيد عبر قيادات قطر من الشرق، والحوثي واملخلوع من الجنوب، وعدد ال يحصى من أعداء الشمال. والله سبحانه وتعالى وعـــد أولـــيـــاءه بـالـنـصـر ووراثـــــة األرض وإعالء كلمته في الحياة الدنيا. الحرب التي تخوضها اململكة في الحد الجنوبي -فـــعـــلـــيـــا- وعــــلــــى حـــــدودهـــــا األخـــــــــرى سياسيا واقــتــصــاديــا وديــنــيــا هـــي الــفــيــصــل لــقــمــع قوى الشر. والله سبحانه وتعالى يساند أولياء ه الذي يحمون بيته ومسجد نبيه الكريم عليه أفضل الــصــالة وأتــــم الـتـسـلـيـم مــن عــبــث أعـــدائـــه الذين يستهدفونه دون خـوف من العلي الجبار. إنها ليست حرب فوز وخسارة، ولكنها حرب مقدسة تدحض الباطل وترفع كلمة الحق بإذن الحق.