Okaz

مكافحة التسول القطري في الغرب!

-

الزيارات العبثية التي يقوم بها أمير قطر «تميم بن حمد» لعواصم الـــغـــر­ب بــحــثــا عـــن حـــل لـلـمـقـاط­ـعـة الــتــي خــنــقــت نــظــامــ­ه سياسيا واقتصاديا لن تفلح في تغيير القاعدة التي يعرفها العالم أجمع عن هذه األزمة وهي «الحل في الرياض». يزعم إعــام السلطة القطرية أن معظم دول ومنظمات العالم الغربي تصطف مع الدوحة في أزمتها، وهو أمر مجانب للحقيقة ومثير للسخرية أيضا، لكنه الحيلة الوحيدة لتهدئة الغليان في الشارع القطري مؤقتا بعد أن ضاق ذرعا بممارسات نظامه املتخبط. فـي مؤتمر صحفي عقب لقائها بأمير قطر قـالـت املستشارة األملـانـي­ـة أنجيا ميركل بشكل صريح وواضح، إن بادها ال تنحاز لطرف في هذه األزمة، رغم أن األمير القطري وعدها ببذل املزيد من الجهود ملكافحة اإلرهاب، موضحة بشكل غير مباشر أن «الحل في الرياض»، عبر توجيه زائرها املرتبك بالعمل فورا على التفاوض مع الجيران بشكل «سري» للخروج من أزمته، وهو أمر يفهمه املحللون السياسيون على أنــه تلميح لرفضها مـمـارسـات السلطة القطرية التي تفتقر للوعي السياسي والحنكة الدبلوماسي­ة عندما سربت مطالب الــدول املقاطعة لوسائل اإلعام دون أي احترام للوسيط الكويتي مما زاد األزمة تعقيدا. لم تكتف ميركل بذلك، بل ملحت إلى رفض أملانيا إقامة كأس العالم في الدوحة عام ،2022 عندما طالبت بتحسني أوضاع العمال األجانب من دول شرق آسيا الذين يواجهون ظروفًا قاسية في أعمال إنشاء املاعب في قطر، بشكل يتعارض مع أبسط حقوق اإلنسان وهذه صفعة إضافية لم تكن متوقعة لسلطات الدوحة في نفس املؤتمر. من جهة أخــرى، وجـه زعماء املنظمات املدنية في الـواليـات املتحدة األمريكية صفعة قوية للتسول القطري، إذ رفض معظمهم طلب أمير قطر االجتماع بهم وبرؤساء املنظمات اليهودية النشطة سياسيا لتبييض سمعة نظامه وغسله من فضائح دعـم اإلرهـــاب.. جـاء ذلـك بعد أن تعاقدت قطر مع مؤسسة عاقات عامة يهودية شهيرة في واشنطن بمبالغ ضخمة لتقريبها من املنظمات املدنية واللوبيات اليهودية املؤثرة في السياسة األمريكية، ونقلت وسائل إعامية عن جوناثان شانزر من مؤسسة (الـدفـاع عن الديمقراطي­ات) وهـي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن قوله إن «تدشني قطر، الراعي الرئيسي للحركات اإلرهابية ملثل هذه الحملة الرامية لتجميل صورتها، يعد أمرا سخيفا للغاية»، فيما قال مورت كلني رئيس منظمة «زوا»، والذي رفض بدوره االجتماع مع األمير الصوري تميم بن حمد، «نرفض االجتماع مع قـادة قطر قبل قيامهم بوقف تمويل اإلرهاب، باإلضافة إلى تغيير نهج قناة (الجزيرة) التحريضي». إجماال يمكن وصف املواقف املذكورة بأنها تمثل توجها جماعيا غربيا ملكافحة الـتـسـول الـقـطـري الــســاذج، مــا سيقود فــي النهاية إلــى فشل كــل مساعي سلطات الدوحة لالتفاف على ما ليس منه بد، وهو أن «كل الطرق تؤدي إلى الرياض».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia