الرياض أقرب للدوحة من بون وباريس وواشنطن !
على خطى وزير خارجيته، ذهب أمــيــر قـطـر الـشـيـخ تميم آل ثاني يـطـرق أبـــواب أوروبــــا والواليات املتحدة األمريكية، لكن الحقيقة أنــه فـي كـل مــرة طرقت فيها قطر أبــــواب أوروبـــــا وأمــريــكــا لــم تجد حال لألزمة، بينما عندما طرقت بــــاب الــــريــــاض بــاتــصــال هاتفي واحد كادت أن تحل األزمة ! هــــذا يــعــنــي أن الــطــريــق الوحيد للحل هو الرياض، ومفاتيح حل األزمة عند السعودية، والقطريون يــــــــدركــــــــون ذلـــــــــك وســـــمـــــعـــــوه من األوروبيني واألمريكيني تلميحا وتصريحا، لكن املكابرة واملراوغة التي تتسم بهما السياسة القطرية تـــأخـــذان ســلــطــة قــطــر بــعــيــدا عن الوجهة الصحيحة للحل ! أمـــــيـــــر قــــطــــر صــــــــرح فــــــي جميع املــحــطــات الــتــي تــوقــف فـيـهـا بأن بـــــالده مــســتــعــدة لــلــجــلــوس على طــاولــة الــحــوار، وهــذا كــالم مكرر
للتواصل أرسل سمعناه منذ اليوم األول الندالع األزمـــة، لكن أي حــوار تغيب عنه الـــنـــوايـــا الــحــســنــة والـــجـــديـــة في تلبية املطالب وتبديد املخاوف وإظهار االستعداد لتغيير النهج لــيــس إال مـضـيـعـة لــلــوقــت، وهذا مــا تنبهت لــه الـــدول األربـــع التي قطعت عالقاتها بقطر، فتجربة االتفاقيات السابقة ال تشجع على الـثـقـة بـالـجـانـب الــقــطــري وتعزز االنــــطــــبــــاع بــــــأن مــنــهــج السلطة فــي قـطـر فــي إدارة خـالفـاتـهـا مع جـيـرانـهـا هــو املـــراوغـــة والخداع والتسويف ! يــســتــطــيــع الــشــيــخ تــمــيــم ووزيـــــر خارجيته أن يجوبا العالم كله، لكنهما فـي النهاية سـيـجـدان أن الــحــل أقـــــرب إلــيــهــمــا مـــن أوروبـــــا وأمـــريـــكـــا، فـــالـــريـــاض أقـــــرب إلى الدوحة من بون وباريس ولندن وواشــــنــــطــــن، و«الــــنــــيــــة» الطيبة «مطية» الوصول إليها !