متيم يؤكد «احلصار» وينفيه.. «تناقض» عصي على اإلدراك!
يبدو أن لغة املسؤولني القطريني عصية على الــفــهــم الـــعـــاملـــي، فــمــا يــفــهــمــه الــعــالــم عــلــى أنه «تناقض» يراه القريبون من دوائر صنع القرار فـي الــدوحــة مــراوغــة ودهـــاء، فالشعب القطري واإلمارة الصغيرة يتعرضان لـ«حصار جائر» فرضته دول الجوار في كافة مناحي الحياة، إال أن الـدوحـة تدير حياتها واقتصادها بنجاح، بفضل املعابر الجوية البحرية التي ال تخضع للدول املقاطعة. ما يصفه مراقبون بـ«التناقض»، هو ما كرره أمير قطر تميم بن حمد في الجلسة االفتتاحية للدورة الـ27 للجمعية العامة لألمم املتحدة في نـيـويـورك الــيــوم، وسـبـق أن وقــع فـي التناقض ذاته في أول إطاللة له منذ مقاطعة الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهاب لبالده. لغة «التناقض» صاحبت املسؤول القطري في مـحـافـل عـاملـيـة عـــدة، فــوزيــر خــارجــيــة الدوحة مــحــمــد بـــن عــبــدالــرحــمــن يــنــكــر –قــطــعــيــًا- دعم اإلرهـــــــاب، بــيــد أنــــه يــؤكــد فـــي املــنــاســبــة ذاتها أن بـــــــالده تـــحـــتـــل مــــراتــــب مـــتـــأخــــرة فــــي دعم اإلرهابيني. كــمــا أن مــبــدأ الـــحـــوار مــرفــوض عــنــد املسؤول الــقــطــري، مــا لــم تــنــه الــــدول األربــــع مــا يعتبره «حــــــصــــــارًا»، بـــيـــد أنـــــه يـــؤكـــد فــــي الــــوقــــت ذاته استعداده للحوار للخروج من األزمة. فـيـمـا يــبــادر أمــيــر الــبــالد بــاالتــصــال عـلـى ولي العهد السعودي األمير محمد بن سلمان لبحث الـــخـــروج مــن «ورطــــة الــقــطــيــعــة»، تـظـهـر وكالة أنـبـائـه الرسمية أخــبــارًا مناقضة للفعل ذاته، ما يزيد الشكوك عن عدد الـرؤوس التي تمسك زمام القرار في اإلمارة الصغيرة. مـسـلـسـل الــتــنــاقــضــات ال يــــزال مــســتــمــرًا، فمنذ الخامس من يونيو املاضي، ال يـزال التناقض سـيـد املــوقــف والـكـلـمـات عـلـى لـسـان املسؤولني الـقـطـريـني، مــا أظــهــر لـلـعـالـم أجــمــع، الــفــرق بني إدارة الدولة وإدارة العصابات، وليكشف جليًا ورطــــة املــســؤولــني الــقــطــريــني فــي فــهــم «اللعبة الــســيــاســيــة» الــتــي كــانــت مــنــذ الــيــوم األول من يـونـيـو 1995 مــراهــقــة لـطـخـت تــاريــخ اإلمارة الخليجية الحديث. وبــــخــــروج عـــن املــــألــــوف، يـــبـــدع أمـــيـــر قــطــر في تــعــريــف نـــوع جــديــد مــن اإلرهـــــاب الــــذي يتبرأ من دعمه، فزعزعة دولــة ذات سيادة هي «أحد أشكال اإلرهاب»، في إشارة إلى إجراءات الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهاب. وعاود تأكيده عــلــى ضـــــرورة إجـــــراء دول الــخـلــيــج حـــــوارًا مع إيـــران، التي وصفها أحــد املسؤولني القطريني بــ«الـشـريـفـة»، ودعـــا الـشـيـخ تميم دول مجلس التعاون الخليجي إلجـراء حوار مع ايـران على أساس املصالح املشتركة.