خريجات التربية.. تهميش يتقاسمه «التعليم» و«املدنية»
يمر العام تلو اآلخر حتى تكتمل عقودا، وخريجات كليات التربية ال زلن على بند التهميش من قبل وزارة التعليم منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، فالخريجات منذ عام 0241هـــ ال زلن بانتظار الحصر والتوظيف، لكن وزارة التعليم أحالتهن إلى الخدمة املدنية، علمًا بأنه جرى تأهيلهن بهدف توظيفهن معلمات بعد تخرجهن مباشرة، السيما أن دراسـتـهـن كـانـت أربـــع ســنــوات كـامـلـة، وشـهـاداتـهـن تربوية، واجتزن بنجاح التطبيق امليداني في عام التخرج والعام الذي قبله، وحتى بعد أن اقتنع مجلس الشورى بعدالة مطالبتهن بناء على ما تم تقديمه لألعضاء من وثائق وثبوتيات تشرح األحقية املـلـزمـة، وتفضل املجلس بــرفــع تــوصــيــة مــفــادهــا مـطـالـبـة وزارتـــــي التعليم والـخـدمـة املـدنـيـة بتوظيفهن والـتـعـامـل معهن كما تم مع الكليات املتوسطة ومعاهد املعلمات، فــهــن األجــــــدر واألكـــفـــأ واألعـــلـــى شـــهـــادة؛ إال أن التعليم والخدمة املدنية «أذن من طني واألخرى من عجني»، علمًا بأن كليات التربية أغلقت منذ العام ـه1428 ولكن أصبح مصير خريجات ما قبل اإلغاق معلقًا، وكان األولـى إن كان هناك اكتفاء أن يتم اإلغـاق في سنوات سابقة؛ ألن وزارة التعليم ملزمة بتوظيف خريجات كليات التربية اللواتي قبلتهن للدراسة لكي يخدمن بعد التخرج في مجال التعليم، وشهاداتهن تعد حكرًا على مجال التعليم وليس لها نصيب في أي وظائف أخرى. وإنـــه مــن املــعــلــوم بـــأن كـلـيـات الـتـربـيـة تـعـطـي لـطـالـبـاتـهـا كــل الجرعات املــطــلــوبــة فــي حــقــل الــتــعــلــيــم، فــهــي تــؤهــل الــخــريــجــات عـلـمـيـًا وتربويًا ونفسيًا، ويمارسن العمل امليداني أثناء الدراسة كنوع من التدريب والتهيئة، وال يلتحق بتلك الكليات إال من تنطبق عليها الـشـروط لتكون معلمة فـي املستقبل، فهي أشبه بنظام: «التدريب املنتهي بالتوظيف» لكن مع شديد األسف بعد أن تمت تهيئة خريجات كليات التربية للعمل املـيـدانـي الـتـربـوي تـم التخلي عنهن، والقضاء على طموحهن، مع العلم بأنهن األجدر واألكفأ ملمارسة مهنة التعليم. خريجات كليات التربية بعد أن طال انتظارهن ونفد صبرهن، يأملن برفع ما وقـع عليهن من ظــلــم وإقـــصـــاء، بــعــد أن ســـرق الـتـهـمـيـش أزهى ســـنـــوات أعـــمـــارهـــن دون وظـــيـــفـــة، فــهــن يرغنب املشاركة في نهضة الوطن ونمائه، واإلسهام في تحقيق رؤية اململكة 2030 ويعملن بتفاٍن في سبيل تحقيقها.