من قلب تلك املوازين؟
نعم تأهلنا إلـى موسكو تأها لم نكن نأمله أو نتصوره أو حـتـى نـتـوقـعـه، بــل كــان الكثير والـكـثـيـر مــن عـشـاق الرياضة يـــؤكـــدون وقــــوع الــخــســارة لـــذا لــم يـتـحـمـسـوا ملـشـاهـدتـهـا في التلفزيون، ناهيك عن شراء تذاكر والذهاب للملعب.. ودون مـبـالـغـة كـــان هــنــاك البعض يــكــيــل لــاعــبــني واملــــــــدرب واإلدارة ويتوقع إخفاقهم. عزيزي القارئ إن ما أسلفت لم يأت مــن فـــراغ أو عــدم والء ووطـنـيـة بل مما شاهده الجميع من مستويات ونــتــائــج سـيـئـة جعلتهم يتندرون بـاملـسـتـويـات الـهـزيـلـة الــتــي قدمها املنتخب. لــكــن مـــا حــــدث فــــاق كـــل التوقعات وقلب املوازين وأحدث صدمة قوية غير متوقعة أبــدا ألقـل املتشائمني، فجأة ودون أي مقدمات أو تسابق إعامي ظهر لنا الفارس الشاب القائد ولي العهد سيدي األمير محمد بن سلمان وقدم دعما ماليا للجماهير كافة بتحمله قيمة جميع تذاكر مباراة املنتخب مع اليابان. البعض لم يكن يتوقع أن ينجم ذلك عن شــيء يــذكــر، بــل إن البعض حــزن على هــذا الــصــرف وأن هذا الـفـارس راهــن على خيول عـاجـزة، فالكتاب يقرأ مـن عنوانه واملنتخب أبكانا وآملنا كثيرا جدا. لكن تجسد الوالء للوطن والحب لهذا األمير الشاب الطموح صاحب الرؤية العالية، جعل الجماهير الوفية تــؤازر رغبة أميرها الشاب، حتى الجماهير األخرى في كل مناطق اململكة رجـــاال ونــســاء وشــيــوخــا وأطــفــاال الــكــل تـفـاعـل وشــجــع بقوة مختلفة تماما عن كل سابقاتها. ال أسـتـطـيـع الــقــول إن جـمـاهـيـر جــدة واملنطقة الـــغـــربـــيـــة هـــــي وحـــــدهـــــا الــــتــــي أحـــــدثـــــت فرقا شـاسـعـا فــي الــحــضــور والـتـشـجـيـع الـــذي جعل رقـــم الـجـمـاهـيـر يـصـل إلـــى أعــلــى نـسـبـة، بــل إن حضور هذا الفارس الشاب هو الذي جعل تلك الجماهير ال تهدأ أبدا وتواصل التشجيع طوال الـوقـت بكل همة وثقة فـي منتخبها الــذي كان إلى وقت قريب جدا ال يستطيع أن ينال ثقتها. وفعا انتصرنا بفضل الله أوال ثم بفضل تلك الرؤية الخاقة التي حتما ستكون رؤية الخير والـسـعـادة تعم على أرجــاء الـوطـن كافة بحول الله وقوته. شكرا لنجوم األخضر فردا فردا بداية من الاعبني ثم الجهازين الفني واإلداري، وقبل ذلك رئيس اتحاد الكرة الدكتور عادل عزت على الجهود التي بذلها، أما قبل الجميع فشكرا لـ«وجه السعد» الـذي أسهم في نثر الفرح على محيا الجميع بطلته وحــضــوره الـجـمـيـل الـــبـــراق، وأخــيــرا أقــولــهــا وبــأعــلــى صوت «مبروووك للوطن».