استحقاقات وطنية عظيمة
ﻭﻣﻀﺔ ﺷﻌﺎﻉ
يكتسي الــوطــن حـلـة الـبـهـاء والــفــرح فــي يــومــه األغــــر، فهو في النفوس ساكن، واألفـئـدة له تنبض حبا ووالء ووفاء، احتفاء بذكرى غالية لبطوالت تأسيس هذا الكيان الكبير على يد امللك عبد العزيز -طيب الله ثـراه- سطرها التاريخ بأحرف من نور لتظل تغذي األجيال بأسمى معاني وقيمة الـــوطـــن، كــيــف تــوحــد، وكــيــف تــأســســت الـــدولـــة عــلــى ركائز راسـخـة قوامها وحــدة الشعب الـوفـي ونــمــاؤه، ودستورها الشريعة السمحة الغراء، ومنهاجها الحكمة في سياستها والـخـيـر ألبـنـائـهـا وألمــتــهــا، وشـــرف رسـالـتـهـا الــتــي أعزها الله تعالى بها في رعاية أقدس مقدسات املسلمن وخدمة ضيوف الرحمن. بـن التاريخ املجيد والحاضر الطموح، تتجلى العبقرية القيادية للملك املـؤسـس رحمه الـلـه، فـي بناء أعظم وحدة لــألرض والشعب فـي الـتـاريـخ الـحـديـث. ومــن هــذه املدرسة واصــــل املــلــوك الـــبـــررة مـسـيـرة الــبــنــاء والــتــحــديــث والنماء للوطن واملــواطــن فـي كـل مجال ومـكـان على أرض اململكة، دولــة عـزيـزة أبية قوية بحول الـلـه، رايتها وهامتها ولله الحمد عالية خفاقة، لها من املكانة موقعها الريادي على كــافــة األصـــعـــدة، ومـــيـــزان وبــوصــلــة لــالعــتــدال، وأنموذجا للحزم والــعــزم فـي ردع كـل طـامـع وحــاقــد، ويــدا قـويـة على كــل معتد وكــل مــن يستهدف الــوطــن بــســوء، والــضــرب بيد من حديد على اإلرهاب، والتصدي لكل من يدعمه من دول مارقة وجماعات شيطانية الفكر واإلجرام. فــي الــيــوم الــوطــنــي البـــد أن نـتـوقـف بـالـتـأمـل والــتــدبــر في مسيرة هذا الوطن العزيز لتستقي األجيال أنصع املعاني فــي املـسـؤولـيـة لـصـون هــذ الــوطــن ومكتسباته وإنجازاته التي تسابق الزمن، وهو الذي يتجاوز بعون الله ثم بقيادته الحكيمة كافة التحديات في مرحلة دقيقة تمر بها املنطقة وتلقي بتداعياتها على بالدنا، وتواجهها بحكمة وعزيمة وحـزم، كما تتصدى ملخططات شريرة استهدفته حتى من الشقيق والجار القريب لكن ال يحيق املكر السيئ إال بأهله. ورغم التحديات االقتصادية التي تلقي بظاللها على العالم أجمع، تواصل بالدنا ولله الحمد مسيرتها وبرؤية واعدة عـلـى أرض الــواقــع بـقـيـادة خـــادم الـحـرمـن الـشـريـفـن امللك سلمان بــن عبدالعزيز وولـــي عـهـده األمـــن حفظهما الله، ويحصد شبابنا ثـمـار الـبـنـاء والـخـطـط الــجــادة، ليأخذوا مــواقــعــهــم فـــي كـــل مـــجـــال ويــبــنــوا بــعــقــولــهــم وسواعدهم مستقبل وطنهم جيال بعد جيل. ومـــع هـــذه األهـــــداف الـطـمـوحـة البـــد دائــمــا مــن استحضار املــعــانــي الــوطــنــيــة الــعــظــيــمــة، وإعـــــالء روح املــواطــنــة التي تعني مسؤولية كل فرد وكل أسـرة وكافة مؤسسات البناء الفكري والثقافي والتربوي والتعليمي واإلعالمي، للتركيز على الثقافة الوطنية وقيم املـواطـنـة، واستحقاق ذلــك من التفاني والجهد والتالحم، واالنضباط واحـتـرام األنظمة والتشريعات وتطبيقها فـي الحياة والعمل وفــي السلوك القويم وميزان الحقوق والواجبات. كـلـمـا تـعـمـقـت هـــذه املــدامــيــك وتـــجـــذرت، كـلـمـا نـجـحـنـا في إهداء وطننا ما يستحقه من رفعة وتقدم، وهذا دين واجب رده بـذال وعطاء للوطن باملزيد من العمل وتقوية الصف والــتــرابــط والـتـالحـم خلف الـقـيـادة الـرشـيـدة -أيــدهــا الله-، وهــذا هـو جوهر االنتماء ومعنى الـوفـاء، وفـي ذلـك يطول الـحـديـث عــن نـعـم الــلــه عـلـى مملكة الـخـيـر ومــا يستوجبه االنتماء والــوالء من مضاعفة البذل بجد وإخــالص، ليظل نهر العطاء متجددا، خاصة في عصر أصبح فيه التحدي األكبر هو التطور املحصن بالوعي الوطني. هـاهـو وطننا يـــزدان بحب أبـنـائـه وبـنـاتـه، شيبة وشبابا، وأجيال ترنو إلى املستقبل وهي تتغذى بهذا الحب لوطنهم عزة وكرامة، وفي بريق عيونهم وفرح احتفائهم دليل عافية الوعي الوطني. كل عام والوطن في أمن وازدهار.