«امليزان».. مملكة االعتدال.. في كل الفصول
املكانة العاملية ألي دولة تقوم أساسا على حقائقها وقوتها الداخلية؛ السياسية واالقتصادية، واألمنية ووحدتها الوطنية، فإن كانت هذه األسس قوية، فإن تموضعها فـي الــخــارج سيكون أكـثـر قــوة وتـأثـيـرا. وتعتبر جزئية الوحدة الوطنية أحــد املكامن الرئيسية فـي قــوة أي دولــة، ومــن هنا نؤكد أن تعزيز الجبهة الداخلية بكل مكوناتها السياسية واالقتصادية واالجتماعية هي األساس في معادلة البناء اإلستراتيجي. والسعودية ليست استثناء من هذه القاعدة املنطقية والتاريخية. بل هي مثال حي لدولة كرست الوحدة الوطنية منذ تأسيسها وتمكنت رغم كل الظروف االقتصادية التي تعيد تموضعها فـي الـداخـل والــخــارج، خصوصا بعد التحول اإلستراتيجي فـي سياساتها االقتصادية عقب طرح الرؤية اإلستراتيجية ،2030 والذي دشنت عهدا جديدا للسعودية ملرحلة مابعد االعتماد على النفط. فمن دون استقرار سياسي أمني ال تفلح اإلستراتيجية االقتصادية في بناء اقتصادي نام ومزدهر. لــقــد كــرســت الـــرؤيـــة ملـــرتـــكـــزات ثـــاثـــة، الــعــمــق الــعــربــي واإلســــامــــي، والقوة االستثمارية، وأهمية املـوقـع الجغرافي اإلستراتيجي؛ التي ستفتح مجاال أرحــب للقطاع الـخـاص ليكون شـريـكـا، بتسهيل أعـمـالـه، وتشجيعه، لينمو ويكون واحدا من أكبر اقتصادات العالم، ويصبح محركا لتوظيف املواطنني، ومــصــدرا لتحقق االزدهــــار للوطن والــرفــاه للجميع. لقد حظيت السعودية بــإعــجــاب وتــقــديــر دول الــعــالــم، ملــا تــبــذلــه مــن جــهــود فــى مـكـافـحـة اإلرهــــاب والتطرف بكافة السبل، وتبنيها منهج الوسطية واالعتدال، كما أن ما حققته من إنجازات على املستوى االقتصادي والتنموي جعلها تتبوأ مكانتها بني الدول الكبرى. إن أول امليزان هو إيذان باالحتفال باليوم الوطني الذي يدخل فيه االعتدال الخريفي، لقد فضلت اململكة منذ سنوات طويلة أن يعبر «امليزان» عن منهجها الوطني في الحكم وفي اإلدارة. فامليزان هو رمز العدل، وهو رمز الوسطية، وهــو رمــز الــتــوازن أرادت الــقــيــادة الـسـعـوديـة أن تـذكـــــر وشـعـبـهـا بـمـا يعني «املـيـزان»، وبما ينطوي عليه االحتفال باليوم الوطني في أول يوم من برج امليزان، وبحس العدالة التي تريدها في هذا الكيان الكبير املعروف بـاململكة العربية السعودية. وامليزان ال يفرق بني كبير وصغير، وال رجل وامرأة، وال قريب وال بعيد.. وبهذه الطريقة توزن األمور في اململكة العربية السعودية في ميزان العدل والحق، نصرة املظلوم ودعم السام واألمن ولجم اإلرهاب وتكريس التسامح. هكذا أسـس امللك عبدالعزيز بــاده، وعلى هـذا سـار هـو وأبــنــاؤه، وعلى هذا تسير هذه الباد الطيبة.. نحو العدل.