استحقاقات االحتفاء بيوم الوطن

ينبغي أن يشكل االحتفاء باليوم الوطني وقفة صادقة مع النفس يتبني معها كل مواطن مدى وفائه الستحقاقات هذا االحتفاء ومدى صدق انتمائه لهذا الوطن، وقفة صادقة يراجع فيها كل موقف وقفه وكل قرار اتخذه وكل عمل قام به، وقفة ال يعلم بها سواه وال يشهد عليه وله فيها غيره، ثم يحكم بعد ذلك لنفسه وعلى نفسه متخذا من ذلك الحكم منعطفا جديدا في تحديد مدى والئه لوطنه ومدى صدقه في االنتماء إليه، وإذا كـان قد هتف مع الهاتفني معبرا عن حبه لوطنه فعليه أن يعرف أن املواطنة الحقة ال يمكن أن تتوافق مع إهماله في عمله وتقاعسه في أداء واجبه وتفريطه فيما هو مؤتمن عليه من عمل في هذا الوطن، واملواطنة الحقة ال يمكن أن يدعيها مـن ال يـرعـوي عـن ظلم مـن يتمكن مـن ظلمه وال استغالل مـن يقدر على استغالله، املواطنة الحقة ال يمكن أن يتصف بها من ال يرى ضيرا في االنتماء ملا يشاء من أحزاب والهتاف ملا يحب من أنظمة حتى لو كانت تلك األحزاب وتلك الدول تناصب وطنه العداء وتحيك له املكائد، واملواطنة الحقة ال يمكن أن يتسم بها أولئك املتشددون واملتطرفون الذين ال هم لهم غير التضييق على الناس متناسني سماحة الدين، وال يتسم بها كذلك املحرضون الذين يغرون أبناء الوطن بالخروج إلـى مصارعهم بينما يتقلبون هم وأبناؤهم في رغــد الـعـيـش ومــلــذات الــحــيــاة، واملــواطــنــة الـحـقـة ال تـكـون صـفـة ملن يضربون الوحدة الوطنية ويهدفون إلى اإلضرار بتماسك املجتمع مستغلني االختالفات بني طوائفه وأطيافه. لالحتفاء بالوطن استحقاقاته وعلى كل مواطن أن يقف وقفة صادقة لكي يتحقق ما إذا كان مستحقا لالحتفاء بالوطن أم أنه إنما كان يهتف مع الهاتفني في هذا اليوم فإذا ما انقضى االحتفاء عاد إلى ما هو عليه من قول وعمل ال يتنكر لشيء كما يتنكر للوطن.