Okaz

حربائية اإلخوان: فقه التلون..!

- هاني الظاهري gm@mem-sa.com

أكثر من ثمانية عقود من عمر تنظيم اإلخوان املسلمن اإلرهابي تؤكد أن أعضاء هـذا التنظيم هم أكثر اإلرهابين في العالم قــدرة على التلون وإخـفـاء حقيقتهم واالندساس بن عامة الناس مرحليا والتغلغل في مفاصل مؤسسات الدول حسب معطيات كل مرحلة وظروفها السياسية، وهذا ما يمكن تسميته بـ«فقه التلون» لدى هذا التنظيم الظامي الذي يمر بأسوأ أيامه حاليا في العالم العربي. فـي أولــى سـنـوات تأسيس هــذا التنظيم الـحـربـائ­ـي الـتـي شـهـدت عــدة عمليات إرهـابـيـة فـي مصر اتبعت قيادات التنظيم سياسة فريدة يمكن تسميتها بـ«سياسة التنفيذ واالستنكار» وهي سياسة شيطانية احترافية، إذ تقوم بموجبها فئة من أتباع التنظيم بارتكاب الجريمة، ثم تسارع فئة أخرى باستنكار الحدث وتبرئة الجماعة منه، وينسب هذا السلوك إلى الوصايا السرية ملؤسس نظريات التنظيم املدعو «حسن البنا»، وهو سلوك من صميم أدبيات التنظيم ومازال ممارسا حتى اليوم. أيضا من مظاهر «فقه التلون» لدى أتباع هذا التنظيم «التظاهر بالوالء لأوطان وقيادات الدول لحن ما يسمونه بعصر التمكن»، يفعلون ذلك بشكل علني وبكل بجاحة مع أن التنظيم ال يعترف بالدولة الوطنية مطلقا، ويعتبر تدميرها لبناء خافة اإلخــوان عقيدة ال يمكن املساومة عليها، ولذلك يتفاجأ كثير من الناس عندما تطيح الجهات األمنية في كثير من الـدول بخايا إخوانية استخباراتي­ة أو إرهابية ويعتقدون بسذاجة متناهية أن أفراد هذه الخايا مجرد أبرياء ليسوا ضد الوطن استنادا على ما كانوا يمارسونه من تلون قبل اإلطاحة بهم. في السعودية تبذل الجهات األمنية جهودا جبارة للحفاظ على أمن الوطن وحماية مواطنيه وهي تتميز بقدرات عالية الكفاءة تمكنها من رصد أي نشاط استخباراتي أو مخطط إرهابي وإحباطه قبل وقوعه، وهذا ما جعل أجهزة مخابرات غربية في دول عظمى تشيد بالدور األمني السعودي في مكافحة اإلرهـاب بل وتستعن باألجهزة األمنية السعودية لتزويدها بمعلومات تخدمها في إحباط مخططات إرهابية على أراضيها، ومن ذلك ما أشار إليه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون مطلع فبراير مـن عــام ،2015 إذ كشف فـي لقاء تلفزيوني شهير أن بــاده تلقت معلومات استخباراتي­ة من الرياض ساهمت في إنقاذ أرواح مئات األبرياء من البريطانين داخل اململكة املتحدة عبر إحباط عمليات إرهابية كان مخططا لها. اليوم وبعد اإلطاحة بالخلية االستخبارا­تية التي كانت تمارس نشاطها داخل السعودية، يرتدي بقية أتباع التنظيم واملتعاونو­ن معه األقنعة ويمارسون دورا حربائيًا للنجاة بأنفسهم ومحاولة إعادة بناء الخايا التآمرية في الظل، معتقدين أنهم بمثل هذا السلوك يمكن أن يخدعوا األجهزة األمنية واملجتمع ككل، لكنهم في حقيقة األمـر يخدعون أنفسهم، فمشروعهم في املنطقة احترق تماما، وأالعيبهم باتت عارية في رابعة النهار، ومهما رفعوا من شعارات دينية أو وطنية كذبًا فلن ينجوا من املحاسبة، ألن أنشطتهم مرصودة منذ سنوات، حتى وإن تأخر إغاق ستار املسرحية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia