ثقافة اإلعالن

الـسـوق اإلعـانـي العاملي هـو أحــد األســـواق الكبيرة التي تتجاوز قيمتها مليارات الدوالرات سنويا. في العام ،م2016 تم تقدير السوق بـ(تريليون) دوالر. وحسب التقارير لهذا العام، من املتوقع أن يحمل م2017 نموا بمقدار %4.4 عن العام السابق. معظم هذه األرقــام تذهب إلى الوسائل التقليدية حـالـيـا، إال أن الـتـوقـعـات تشير إلــى نمو مـطـــرد وســريــع فــي ســوق اإلعان على وسائل التواصل االجتماعي. وهناك جـدل بأنه سيتجاوز الوسائل التقليدية خــال الـسـنـوات الخمس الـقـادمـة. على سبيل املــثــال، خــال عام م2020 سيكون قد تجاو a ز قيمة اإلعانات في الجرائد واملجات. الـرقـابـة على اإلعــانــات مــوجــودة فـي كـل دول الـعـالـم. فالحكومات تعتبر نفسها مسؤولة نظاما وعرفا عن الثقافة التي يتم بثها للجهور؛ خصوصا من داخل أراضيها السيادية. واإلعان رغم أنه ترويج للسلع والبضائع، إال أن طريقة عرضه للسلعة هي الحبكة التي تتنافس عليها شركات اإلعانات. وهذا تحديدا ما يتم مراقبته للتأكد من أن الحبكة الدرامية -التي تقدم من خالها السلعة- ال تحمل مفردة سلبية. وزارة اإلعام، التي أصبحت اآلن وزارة الثقافة واإلعام، كانت تعاني منذ زمـن بعيد من مفهوم (رقابة املفردة الثقافية) التي يحملها اإلعــان على مستوى اإلعام التقليدي. فكانت -ومازالت إلى حد كبير- تهتم بالشكليات؛ مثل: عدم تبرج فتاة اإلعان أو عدم ظهور رموز دينية أو حزبية.. وما إلى ذلك من شكليات عامة. ولكنها بعيدة عن مراقبة املفردة الثقافية املصاحبة للسلعة في اإلعان. فكم كبير من املفردات السلبية يتم «تزريقها» عن طريق اإلعــانــات لشركات ومؤسسات محلية محسوبة على املجتمع السعودي دون أن تلتقطها عــن الــرقــيــب. أو ربـمـا تلتقطها ولـكـن الـنـظـام ال يسمح لـهـا بـمـمـارسـة أي صـاحـيـة إليــقــاف اإلعـــان طــاملــا أنــه يحقق املواصفات واملقاييس الشكلية. مفهوم اإلعان ليس الترويج للمنتج فقط -كما يفكر التاجر املحلي- ولكن خلفه مـفـردة ثقافية يجب أن تتم مراعاتها لتتوافق مـع الثقافة املثالية للمجتمع وتـرتـقـي بــه خــطــوة لــأمــام، فيتحقق مــبــدأ فــوز لـكـا الطرفن: املجتمع والتاجر. وزارة الثقافة واإلعــام تحتاج إلـى توسيع مفهومها وأنظمتها الخاصة باإلعانات لتشمل (املفردات الثقافية) التي تحملها اإلعانات، وأن يشمل ذلك حتى اإلعانات التي تنشر في وسائل التواصل االجتماعي. فالسوق يتسع ويترهل.. ويحتاج إلى وعي قبل أن ينفرط.