«اإلثنني الكبير».. رسم خريطة جديدة على رمل كردستان
جاءت دعوة السعودية أخيرا لرئاسة إقليم كردستان إلى التراجع عن إجـراء االستفتاء الخاص، باستقالل اإلقـلـيـم املــزمــع إجــــراؤه غــدا (اإلثـــنـــن)، للحفاظ على أمـن واستقرار املنطقة، والحيلولة دون اتساع دائرة األزمات فيها، خصوصا أن مرحلة ما بعد االستفتاء، قـد تــؤدي إلــى انــدالع «أزمـــات جـديـدة قـد ينتج عنها تداعيات سلبية، سياسية، وأمنية، وإنسانية، تشتت الـجـهـود الــرامــيــة إلــى تحقيق االســتــقــرار واألمــــن في املنطقة، بما في ذلـك مكافحة التنظيمات اإلرهابية واألنشطة املرتبطة بها». السعودية التي حرصت على الدوام على أن ترفل املنطقة باألمن واالستقرار، دعت أيضا كافة األطـــراف إلــى الـدخـول فـي حــوار لتحقيق مصالح كافة مكونات الشعب العراقي. ورغم أنه بقي على إجــراء االستفتاء 24 ساعة فقط، إال أننا مازلنا نـتـطـلـع إلـــى حـكـمـة الــرئــيــس مـسـعـود بـــارزانـــي لعدم إجراء االستفتاء الخاص باستقالل إقليم كردستان. إن أوضــــاع الـــعـــراق والـــــدول املـحـيـطـة بــهــا متشابكة ومــعــقــدة وتـتـطـلـب املــرحــلــة الـحـكـمـة والــتــريــث وعدم التسرع في اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع اإلقليمي، واملطلوب التحرك وفـــق مـــا تـقـتـضـي املــصــالــح اإلســتــراتــيــجــيــة وتحقق تطلعات الـشـعـب الــعــراقــي، بـالـعـودة إلــى االتفاقيات املــوقــعــة بـــن الــطــرفــن، وأحـــكـــام الــدســتــور العراقي، وتجنيب الــعــراق ألزمـــات هــو بغنى عـنـهـا. ورغـــم أن قــرار االسـتـفـتـاء يـعـود لـرئـاسـة كـردسـتـان الـتـي قررت املضي قدما فيه، إال أنـه يجب على الرئاسة تأجيله لبعض الــوقــت، كما اقـتـرح ممثلو الــواليــات املتحدة وفرنسا وأملانيا واألمم املتحدة ملناقشة كل املشكالت والقضايا العالقة بن اإلقليم وبغداد، بهدف التوصل إلـــى اتــفــاق عـلـى املــبــادئ األســاســيــة وعــلــى ترتيبات لـلـعـالقـات املستقبلية بــن بــغــداد واملـنـطـقـة الكردية، مقابل تأجيل سلطات اإلقليم لالستفتاء حتى نهاية املفاوضات ويجري إقليم كردستان استفتاء شعبيا عاما على استقالله وسط جدل سياسي ودولي كبير وانتقادات العديد من الدول في املنطقة، بما في ذلك الــعــراق وإيـــران وتـركـيـا، كما عارضته جامعة الدول الــعــربــيــة واألمـــــم املــتــحــدة. ويــــرى األكــــــراد أن دورهم الرئيسي في محاربة تنظيم داعش يتطلب مكافأتهم وإعـطـاءهـم بعض الـنـفـوذ. «صحيح أن األكـــراد أكبر شعب من دون دولة، وهم منتشرون في كل من تركيا وإيـران والعراق، ويعيشون كأقلية في هذه البلدان». إال أن مثل هذا القرار يجب أن يتخذ بوضع املصالح اإلستراتيجية للمنطقة في االعتبار.. (اإلثنن الكبير) سيعيد بالتأكيد رسم «خطوط على الرمل» التي رسمت منذ نحو قرن الحدود في املنطقة، لـكـنـه سـتـهـدد بـنـشـوب أعــمــال عـنـف جــديــدة وتغيير مـسـتـقـبـل كـــردســـتـــان. يـــا تــــرى مـــــاذا يــخــبــئ (اإلثنن الكبير) للمنطقة؟