عالج العميد بحاجة إلى كشف مسببات اجلرح
جاء القرار الـذي أصدرته الهيئة العامة للرياضة بــتــحــويــل مــلــف مـــديـــونـــيـــات نـــــادي االتــــحــــاد إلى هيئة الـرقـابـة والتحقيق كتحرك جــاد مـن رئيس مجلس اإلدارة تركي آل الشيخ ملعالجة أوضاع األندية وحفظ حقوقها، بل وحمايتها ممن يحاولون وضع الــعــراقــيــل أمـــام مــن تــنــاط بهم مــســؤولــيــة تـسـيـيـر أعمالها، كي يبقوا في دائـرة األضواء بــاعــتــبــارهــم الـــقـــادريـــن دون غيرهم على السير بها نحو تحقيق آمال الجماهير.
فشل التشخيص السابق
قـرار الهيئة الـذي يعد خطوة غير مسبوقة تأتي من املسؤول الجريء تركي آل الشيخ، هو بمثابة فتح الجرح الذي التأم وما زال ملتهبا، ألن املعالجات السابقة لم تكن ذات جــدوى، أو أنها لم تؤد إلى النتيجة املرجوة، ألن التشخيص كــان غير دقـيـق، ولــم يـأخـذ فـي االعـتـبـار مسببات الجرح الذي أبكى املاليني من عشاق عميد األندية الـسـعـوديـة، الــذيــن ال حــول لـهـم وال قـــوة، واكتفوا بالفرجة أحيانا على الصراعات املفتعلة، وبكوا كـثـيـرا وهــم يـتـحـسـرون عـلـى مــا آلــت إلـيـه أوضاع الكيان االتحادي. إذا أرادت الهيئة أن يلتئم الجرج دون التهابات، وإزالـــة آثـــاره، واالطـمـئـنـان على شـفـائـه، ال بـد لها أن تبحث وبــدقــة عــن املـسـبـبـات، الــتــي تتمثل في حــالــة الـــديـــون االتــحــاديــة عــلــى أســبــاب تراكمها، وآلية االستثمار السابقة في النادي، وأين صرفت هــذه االسـتـثـمـارات وملـــن، ومــن صـرفـهـا، وهــل آلية التعميد والصرف نظامية أم أنها تخضع ملزاجية رؤســـاء الــنــادي الـسـابـقـني، الـذيــن يتحكم بعضهم في النادي وكأنه من أمالكه الخاصة، والتعاقدات ونظاميتها، وهـل سبق أن أوقعت عقوبات بحق املتجاوزين، وإن غابت فما هي األسباب؟
مخططات الليل السرية
الـثـقـة كـبـيـرة فــي الـهـيـئـة الـعـامـة لـلـريـاضـة، إال أن األمــر يحتاج إلــى جــرأة «نظامية» غير مسبوقة، ليست فـي مسألة الـديـون فقط، وإنـمـا باتجاه من يسعون جاهدين إلــى إعـاقـة مسيرة االتــحــاد، من خالل مخططات معد لها مسبقا، ومؤامرات تحاك ليال بعيدا عن األنظار، ضد كل من ال يتفق معهم فــي تـوجـهـاتـهـم، أو يـنـبـذ تـصـرفـاتـهـم الــتــي تثير الــتــعــصــب، وتــــســــيء لــســمــعــة الكيان، وتخل بعالقاته مع بقية األندية، أو حــــتــــى هــــيــــئــــة الـــــريـــــاضـــــة، والشواهد كثيرة، والجماهير تعرف من أين تصدر كل هذه املمارسات والتجاوزات التي أضرت كثيرا بنادي االتحاد، وأثــرت على مسيرته الحافلة بالبطوالت واإلنجازات املحلية والقارية.
مسؤولية الفشل جماعية
لن يستثنى من مسؤولية معاناة العميد إال الــقــلــة، ألن الـشـلـلـيـة واملـحـسـوبـيـة هـمـا من يديران املشهد االتـحـادي، والوقوف مع الكيان يرتبط بمدى الرضا عن مجلس اإلدارة، وما إذا كان محسوبا على شلة معينة تسانده وتتحكم فــي قـــراراتـــه، والــويــل لــه إن عــانــد، وفــي املقابل تتصدى له الشلة األخرى، ليس كرها في الـرئـيـس أو أعــضــاء إدارتـــــه، وإنما مناكفة للشلة الـتـي تساندهم، ويــثــار هـــذا الــخــالف إعالميا مــــن خـــــالل مــحــســوبــني على «الــشــلــتــني»، وبــأســلــوب فيه الكثير من اإلســاءة للكيان، اعــتــقــادا مـــن «الــشــلــتــني» أن هــذا األســلــوب الـــذي يرفضه الـــشـــارع الــريــاضــي السعودي يحقق طموحاتهم، املتمثلة فقط بتحقيق انتصار على الشلة التي تقف على الطرف اآلخر، والضحية في النهاية هو االتحاد، وهذا أمر في غاية الخطورة. األمـــر اآلخـــر، أن مــن يــحــارب الـرئـيـس الذي يــتــولــى مــســؤولــيــة الــــنــــادي، يـــحـــارب ممن سبقوه، وهذا أيضا ليس نكاية بالنادي، ولكن حتى ال يحقق نتائج تحسب له، وتكشف أنهم أخفقوا فيما يمكن أن يحققه، فيبدأون في وضع العراقيل أمامه، ومحاربته إعالميا، وكثيرا ما تحققت لهم أهدافهم املرسومة، وسجل االتحاد إخفاقات في كثير من املسابقات.
مزاجية املدح واإلشادة
األمــــر املــســتــغــرب أن إشـــــادة وانــتــقــاد مــن يدعون حرصهم على نادي االتحاد من اإلعالميني، ترتبط بــمــدى والءاتــهــم الشخصية ألي مــن «الشلتني»، دون النظر ملصلحة االتحاد، وإنما إرضاء لبعض الـرمـوز التي أثبتت أنها جـزء من مشروع تدمير االتحاد ماليا وإداريــا، ما يضع أي مجلس إدارة فــي مـــأزق إلـــى أي الــطــرفــني يــنــحــاز، لـيـس إيمانا بــتــوجــهــاتــهــم، وإنــــمــــا خـــوفـــا مــــن تـــأثـــيـــرهـــم في التجييش ضده، والتأثير على برامجه وخططه، واإلســـــاءة لـعـالقـاتـه بــاألجــهــزة الفنية واإلداريـــــة، وبالتالي تأتي النتائج الكارثية التي ال ترضي الــجــمــاهــيــر االتـــحـــاديـــة، الــتــي تــمــنــي الــنــفــس في كــل مــرة بــأن تــأتــي الــريــاح كـمـا تشتهي السفينة االتـحـاديـة، ال كما يشتهي املعرقلون ملصالحهم الشخصية.
حماية االحتاد من «الشللية»
أمــــام هـــذه املـــأســـاة الــتــي يــمــر بــهــا نــــادي االتحاد مــنــذ ســـنـــوات، فــــإن هــيــئــة الــريــاضــة أمام مسؤوليات يثق الـشـارع الرياضي بــأنــهــا ســتــؤديــهــا عــلــى الوجه األكمل، كي تطمئن الجماهير الـــوفـــيـــة، وأن الــــنــــادي ليس مختطفا من «الشللية»، وأن الهيئة قـــادرة على حمايته، وإيـــــجـــــاد حـــصـــانـــة نظامية لـــرئـــيـــســـه وأعــــــضــــــاء مجلس إدارتــــه، مـمـن ال زالـــوا يعتقدون
أن ɝɝ ه ɝɝ م (اآلم ɝɝɝ ري ɝɝɝ ن ال ɝɝ ن ɝɝ اه ɝɝ ن)، وه ɝɝɝ م من
يــحــق لــهــم فـــرض الــوصــايــة عــلــى كـــل من يجلس عـلـى كـرسـي الــرئــاســة، وأن تعمل الــهــيــئــة عــلــى رصــــد اآلراء الــــصــــادرة من بعض اإلعـالمـيـني، التي تتناقض وفــق أمزجة «الــشــلــلــيــة»، وتــثــيــر الــفــوضــى داخــــل الــكــيــان، ألن الديون املتراكمة ما هي إال نتاج لهذه املناكفات، ومــــحــــاوالت إثـــبـــات الــســيــطــرة عــلــى الـــقـــرار داخل الكيان االتحادي، الذي ال زال يئن تحت وطأة من يدعون الحرص على مكانته ومستقبله.