Okaz

رئيس الهيئة واإلعالم

-

أعـلـم جـيـدا أن املـلـفـات املــوجــو­دة على طــاولــة رئيس الهيئة العامة للرياضة األستاذ تركي آل الشيخ كثيرة ومتنوعة وشـائـكـة، ســواء املحلي منها أو اإلقليمي والــدولــ­ي، وأعــلــم جـيـدا أنــه ورث تـركـة ثقيلة للغاية راكمتها سنوات األخطاء والفوضى والترهل. وأنا على ثقة أن من بني هذه امللفات امللحة املوضوعة بني يـدي معاليه قضية اإلعــالم الرياضي السعودي بكل تجلياته وأبعاده داخليا وخارجيا، وأثـق أنها ستعالج بــذات النفس والـروحـيـ­ة التي عولجت بها القرارات التي أصدرها آل الشيخ منذ تسلمه حقيبة الرياضة السعودية. ورغم يقيني التام في أن ما سأقوله في هذا العمود ليس غائبا عن ذهـن وتفكير معاليه إال أنـه ال بأس من التذكير به، وتسليط الضوء على جوانب معتمة منه. فليس جـديـدا الـقـول إن اإلعــالم الرياضي السعودي أصبح منذ بضع سنوات قضية ومشكلة بحد ذاته، بـل إن كثيرأ مـن املـراقـبـ­ني يــرى أن اإلعــالم السعودي لعب ويلعب دورا سلبيا للغاية في املشهد الرياضي الـــســـع­ـــودي وأنــــــه كـــــان وراء الــكــثــ­يــر مــــن املشكالت والــظــوا­هــر الــتــي أثـقـلـت كــاهــل الــريــاض­ــة السعودية، ولـــهـــذ­ا يــــرى كــثــيــر­ون أن مــعــالــ­جــة أوضــــــا­ع اإلعــــال­م الرياضي وتصويب مساره يجب أن يحظى بأولوية مـطـلـقـة، نــظــرا إلـــى أن هـــذا سـيـسـاهـم بـالـنـتـي­ـجـة في حلحلة مشكالت رياضية أخرى كثيرة. وأنا هنا ال أتحدث عن مشكلة التعصب، فهذه مجرد نتيجة وعــرض من أعــراض املــرض الــذي يعاني منه اإلعالم الرياضي السعودي، وإنما أتحدث عن غياب املــهــنـ­ـيــة وتـــراجــ­ـع قــيــم الــنــزاه­ــة واألمـــان­ـــة والصدق، واســتــبـ­ـدالــهــا بـقـيـم فــاســدة مــن االســـتــ­ـرزاق والقبض والـــوالء­ات لـأفـراد مـن رؤســاء األنـديـة الـذيـن أفسدوا اإلعـــــا­لم الــريــاض­ــي بـــشـــرا­ء اإلعــالمـ­ـيــني وتوظيفهم، وممارسات في هـذا الجانب فاحت رائحتها، وصار يعلم بها القاصي والداني. لقد تحول كثير من اإلعالميني الرياضيني إلى مجرد «طـــبـــول» و«خـــويـــا» لــهــذا الـــرئـــ­س أو ذاك، وصــــاروا يتنافسون على كسب رضاهم حتى لو كان هذا على حــســاب مهنتهم وعــلــي حــســاب مـكـانـة وقـيـمـة إعالم بلدهم. وقـــد أدى ضــعــف اإلعـــــا­لم الــريــاض­ــي الــســعــ­ودي إلى وجــــود ثـــغـــرا­ت كــبــيــر­ة اســتــطــ­اعــت دول إقـلـيـمـي­ـة أن تستغلها فـي اخـتـراق الساحة الرياضية السعودية بـعـد سيطرتها عـلـى بـعـض اإلعــالمـ­ـيــني الرياضيني السعوديني وتوظيفهم لخدمة مصالحها حتى لو عـلـى حـسـاب مصلحة الــريــاض­ــة الـسـعـودي­ـة، وال أود أن أكـرر ما سبق وأن كتبته هنا في هـذا العمود عن «املؤلفة جيوبهم» قطريا من اإلعالميني السعوديني ممن أصبحت هوايتهم املفضلة «الحج» إلى الدوحة وتزجية الوقت في فنادقها الفخمة وفي استديوهات برامجها وقصور «شيوخها» ومقاهي سوق واقف، حتى أصبح جزء كبير من اإلعالم السعودي الرياضي فـــي جــيــب قــطــر ورهـــــن إشـــارتــ­ـهـــا وجــــــزء­ا مـــن آلتها اإلعــالمـ­ـيــة، ينطقون بلسانها، ويــمــجــ­دون رموزها، ويروجون ملشاريعها. وتـــجـــل­ـــى هــــــذا فـــــي كـــثـــيـ­ــر مـــــن األحــــــ­ـــــداث واملـــــو­اقـــــف والـتـطـور­ات ليس أقلها عند قيام قطر بتأسيس ما يسمى اتحاد اإلعالم الرياضي الخليجي الذي نصب عليه القطريون رئيسا شكليا من سلطنة عمان هو أحـد أزالمـهـم بهدف التغطية والتمويه على حقيقة هـــذا االتـــحــ­ـاد الــقــطــ­ري، وأعــتــقـ­ـد أن بــدايــة تصحيح وضع اإلعالم الرياضي السعودي خارجيا هو إعادة االعــتــب­ــار إلــيــه خـلـيـجـيـ­ا أوال بــإخــراج­ــه مـــن الجيب القطري بما يحفظ مكانة وهيبة السعودية التي ال يجب أن يكون حضور إعالمها خارجيا بهذا الشكل املهني واملسيء. وللحديث بقية..

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia