Okaz

ثريا عبيد: التوظيف والترقية تتأثران باالنتماء القبلي والعالقات األسرية

-

اعتبرت الدكتورة ثريا عبيد ورشة العمل بأنها تأتي ألغـــراض الـتـحـديـ­ات الـتـي تــواجــه املـــرأة فــي املجتمع السعودي، الفتة إلى أن النظام األساسي للحكم يؤكد على حقوق املواطن وواجباته دون تمييز بني الذكر واألنثى، وأن املمارسات الفعلية للتوظيف والترقية تـــتـــأث­ـــران بــاالنــت­ــمــاء الــقــبــ­لــي والــطــبـ­ـقــي والعالقات األســريــ­ة واالجـتـمـ­اعـيـة، مــا يشكل عــامــال فــي تحديد مــســارات الـنـسـاء خــارج هــذه الـعـالقـا­ت لـلـوصـول إلى أعلى املستويات. وقالت في مداخلة لها في الورشة إن «التحديات ليست ناتجة عـن النظم بـل ناتجة عـن التفسيرات العملية في اللوائح التنفيذية، إذ إن التحديات تندرج تحت أربــعــة تصنيفات أسـاسـيـة أولــهــا الـقـيـود الوظيفية، بسبب تجزئة سوق العمل، فهناك ثالثة أنواع لسوق العمل للرجال والنساء والوافدين، وهو تشوه هيكلي في اقتصاد اململكة، ونموذج فريد عامليا يحتاج إلى إبـداع في املعالجة، كما أن التمييز الوظيفي الرأسي واألفــقــ­ي يشكل حــاجــزا هيكليا أمـــام املــــرأة، إذ يؤثر على فرصها الوظيفية وعـلـى حقها بــأن يـكـون لها مسارات وظيفية مماثلة ومتساوية مع زميلها الرجل للوصول إلى املستويات العليا، كما أن اتخاذ القرار في املناصب القيادية في األقـسـام النسائية محدود الـصـالحـي­ـات، فــاملــرأ­ة املــســؤو­لــة والـوكـيـل­ـة عــن القسم الـنـسـائـ­ي فــي مـعـظـم األحـــــو­ال ال تــأخــذ الـــقـــر­ار، ويتم اتخاذه من جانب الرجال في الناحية األخرى». وأكدت أن املرأة في حال وصولها إلى منصب وكيلة تـجـمـد وتـنـحـصـر مـسـؤولـيـ­تـهـا فــي إدارة الـعـمـل في القطاع النسائي، ولن تستطيع الصعود إلى املناصب الـقـيـادي­ـة، ألن ذلــك يعني أنـهـا سـتـكـون مـسـؤولـة عن إدارة الــرجــال كــمــرؤوس­ــني، مــا يشكل تحديا هيكليا إداريـــا وثقافيا، كما أن الحاجز املكاني بـني الرجال والنساء رمز لحواجز بيئة العمل الثقافية التي تشكل تحديا لصعود املرأة إلى املناصب العليا القيادية. ولفتت إلى ضرورة التنبه إلى مفهوم ما يسمى نوع الـجـنـس، وهــي ترجمة سيئة وتعني أســاســا األدوار االجتماعية للمرأة والرجل، وأن هناك حاجة للتوعية، بحيث يتم تحويل هذا املفهوم الـذي جاء أساسا من الـنـسـاء فــي الــــدول الـنـامـيـ­ة كــرد عـلـى مـفـهـوم تحرير املـــرأة. وأوضـحـت أن مفهوم العمل املناسب لطبيعة املرأة يجعل هذا التعبير يحصر املهن املتاحة للنساء في التعليم والـطـب، وأن هـذه املقولة تشكل تأسيسا للتمييز ضد املرأة وموقفا غير حيادي بالنسبة لها في مجاالت يعتقد أنها ال تتناسب مع طبيعتهم. وطــالــبـ­ـت بـــــإجــ­ـــراءات إيــجــابـ­ـيــة صــريــحــ­ة وواضحة لــلــوصــ­ول إلـــى الـــتـــو­ازن املــنــشـ­ـود يــرتــبــ­ط بــهــا خطط للتنفيذ واملـتـابـ­عـة واملــراقـ­ـبــة والـتـصـحـ­يـح. وطالبت بأن يشمل ذلك وجود حصة نسبية أو تدابير مؤقتة، مثل التمييز اإليجابي وزيادة تمثيل املرأة في صنع القرار. وأشارت إلى أن التوظيف للنساء يتركز في املستويات الــدنــيـ­ـا مــع ضــعــف الــتــرقـ­ـيــات (أي وجــــود مــا يسمى بــالــســ­قــف الــزجــاج­ــي غــيــر املــــرئـ­ـــي)، كــمــا أن الجدارة الوظيفية باملؤهالت هي املعيار األساسي للتوظيف، حسب املادة رقم واحد من نظام الخدمة املدنية.

 ??  ?? ثريا عبيد تتابع ورشة العمل.
ثريا عبيد تتابع ورشة العمل.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia