Okaz

أمسية شعرية بجازان احتفاء باليوم الوطني

3 في قراءة حتليلية للنص امللحمي للشاعر جاسم الصحيّح «بصمة التوحيد».. تؤنسن الزمان واملكان وتغني بجمال الوطن

- علي الرباعي (الباحة)

فـي ظـل تقليدية النص الشعري املـزمـنـة، وغــرق البعض فـي بركة النظم الحكائي اليومي والـعـادي في املناسبات الوطنية، تعتري املتلقي رعـــدة مــردهــا: مـــاذا يمكن أن يـقـول «عـــراب املــســاء» وتبرز نماذج شعرية كالسيكية الهوى؟، إال أنها حداثية الهوية، من أبرز خصائصها قراء تها للفلسفة بعمق، ما أيقظها من حالة االستجابة لنزعة الـذائـقـة الجماهيرية، واالسـتـعـ­اضـة عنها بالوعي بالذات الـشـاعـرة، وبمعطيات الشعر؛ كونه فنا إنسانيا تفسده األدلجة، مثلما يفسده استسهال البعض لنظمه والحضور املمجوج به على كل منبر. في نصه امللحمي الوطني بذكرى اليوم الوطني (زاد عن 60 بيتا) تتجلى براعة الشاعر جاسم الصحيح في رسم لوحة وطنية بكلمات فوق الكلمات، تتناول ببراعة الفنان بصمة التوحيد والوحدة التي طبعها بنان امللك املؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن: هـــــــــ­ي بــــــصــ­ــــمـــــ­ـة الــــــتـ­ـــــوحـــ­ـــيــــــ­د عـــــــــ­مـــــــــ­ق ختمها فـــــــــ­ـي األرض مـــــــــ­ـن عـــــــبـ­ــــــدالـ­ــــــعـــ­ــــزيــــ­ـــز فـــــــــ­ـيــــــــ­ــه املـــــــ­ــــــــــ­كـــــــــ­ــــــــان بـــــــــ­ـآخـــــــ­ـــر حـــــــــ­تـــــــــ­ى تـــــــــ­ــــوحــــ­ـــــــــد فـــــــيـ­ــــــهـــ­ــــمـــــ­ــا لـــــــــ­ــــــم يـــــــــ­ـتــــــــ­ــحـــــــ­ـــد

بصمة التوحيد وطن القرآن

بـــــــنـ­ــــــان الــــــــ­ـــــــوجـ­ــــــــــ­ــــدان ليس هناك حد فاصل بني ماض وحاضر ومستقبل، فاإلنسان سيد في كل مكان وزمان بمنجزه، ومعبر بحسب فرادته ونصاعة لغته عن مشاعره وأفكاره، وما الصحيح إال امتداد آلباء شعريني أنسنوا الصحراء والوحش والطبيعة بكل تضاريسها، وجعلوا من اآلثار نــدامــى مـسـامـرة، ولـــذا لــم يـخـب ظــن عـاشـقـي شـعـره وهــم يتأملون صورة املطلع البهي لنص اليوم الوطني:

ُُ وطــــــــ­ــــــــــ­ــــــــن عـــــــــ­ـلــــــــ­ــيـــــــ­ـــه يـــــــــ­ــــــــــ­ـعــــــــ­ــــــــــ­ــرش الــــــــ­ـــــــقــ­ــــــــــ­ـــرآن

فـــــــــ­ـــظــــــ­ــــــاللـ­ــــــــــ­ـه اآليــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــــات والـــــــ­ـــــتــــ­ــــــــبـ­ــــــــــ­ـيــــــــ­ــــان والــتــعـ­ـريــش: فــعــل مــــادي مــحــســو­س، نــــراه فــي تــعــريــ­ش الـــكـــر­وم أو النباتات املولعة بالسمو، وبما أن القرآن حفظ ملا يستوعبه فهو حفظ ملن عرش فوقه وحوله، والظالل من أمن ورخـاء آيات بينات على صدق التوجه وسمو الغايات واألهداف. ال يعاني شاعرنا هنا من أي عقدة أو عجز في توظيف الرمزي والجمالي لخدمة دالالت النص وتكريس وطنيته: ََ تـــــــــ­ـفــــــــ­ــحـــــــ­ـــص األجــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــــــداد مـــــــــ­ـحــــــــ­ــض تــــــــر­ابــــــــ­ه ‪ُُ ّّ‬ فـــــــرأ­وا بــــــأن تــــرابــ­ــه إنسان فـــيـــنـ­ــا الـــــذكـ­ــــريــــ­ـات فحينما ُُ ننسى يذكرنا به النسيان حـــفـــرت­ـــه

وطن عشقناه حفرته الذكريات

الغناء الوطني ليس بديال عن الوطن، إال أنه إذكاء لروح ذكية تــعــزز هــويــة اإلنــــسـ­ـــان، وتوقد شـرارة االنتماء، وصدق الوالء، يحيي شعراء وشاعرات، مساء اليوم (الثالثاء) بـنـادي جـــازان األدبـــي، أمسية شعرية وطنية احتفاء باليوم الوطني. وأوضح رئيس النادي الحسن آل خيرات أن النادي فتح خطًا مباشرًا عــلــى مــوقــعــ­ه اإللــكــت­ــرونــي لـتـلـقــي مشاركات خصوصا عندما ينجح الشاعر املغني في بناء النص على أنسنة الجغرافيا والتاريخ (الزمان، واملكان) ليحد من تشيؤ اإلنسان: وطــــــــ­ــــــــــ­ــــــــن عـــــــــ­ـشــــــــ­ــقـــــــ­ـــنــــــ­ــــاه فـــــــــ­ــــكـــــ­ــــــــان دلـــــــي­ـــــــلــ­ـــــنــــ­ـــا لـــــــــ­ــــلـــــ­ــــــــعـ­ــــــــــ­ــاملـــــ­ــــــــني بـــــــــ­ــــــأنــ­ــــــــــ­ـــنــــــ­ـــــــــا أول مـــــــــ­ــا يـــــــــ­ــكـــــــ­ــــون شــــــجــ­ــــاعــــ­ــة مـــــــــ­ــا خـــــــــ­ــــــاض شـــــــــ­ـــــــــو­ط الـــــــع­ـــــــاشـ­ــــــقـــ­ــــني فـــــــال­ـــــــعــ­ـــــشــــ­ـــق

توشح بالضياء

شــعــراء وشــاعــرا­ت جــــازان، الــذيــن تـفـاعـلـو­ا مع املناسبة فـي جــو يعبر عـن مكنونات األدباء، مضيفا أن األمسية ضمن اهتمامات النادي بــالــشــ­عــر والـــشـــ­عـــراء لـــالرتــ­ـقـــاء بــالــثــ­قــافــة في املناسبات املختلفة. شـــــــــ­ــــجـــــ­ــــــــعـ­ــــــــــ­ــان جـــــــبـ­ــــــان يحرص املبدع على خـوض معركته مع القبح بطريقته الخاصة، فيتصدى لكل الحاقدين والناقمني بإستراتيجي­ة اللغة، وتكتيك الــبــالغ­ــة، ومــهــارة الـتـضـمـي­ـنـات، لـيـس ليرضي ذائقته فقط، وإنما ليرتقي بالوعي الجمالي فـي املتلقي، ويحقق معه معادلة نفض كل مـــا ران عــلــى الـــــذات الــوطــنـ­ـيــة مـــن دعاوى وأباطيل يجب أن تمحى من التاريخ: ٌٌ وطــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــن تـــــــــ­ــــوشــــ­ـــــــــح بـــــــال­ـــــــضــ­ـــــيــــ­ـــاء كـــــأنــ­ـــمـــــا لــــلــــ­شــــمــــ­س حـــــــــ­ــول مـــــتـــ­ــونـــــه مــا ضــيــع الساري إلـــيـــه دلــيــلــ­ه فله عـــــلـــ­ــى وجــــــــ­ــه الـــــضــ­ـــحـــــى قــــمــــ­صــــان

وطني كعبة

عــــــنــ­ــــوان الوطن حقل تفاعلي مثل ما هـو هــذا النص امللحمي املعبر بــذات سليقية عـن واقــع حياتي طبيعي، وكـأنـمـا بـاشـر الـشـاعـر مـحـاوالتـ­ه إلخـراجـنـ­ا مــن حالة طـــوارئ حـــاول الـبـعـض اسـتـدارجـ­نـا إلـيـهـا بالتضليل ليعيدنا الصحيح إلى جادة املعنى:

وطــــــــ­ـــنــــــ­ــــــي بـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـك لم يذهب الشاعر إلى اإلسراف في مديح مبالغ فيه قدر ما اشتغل على معاني ارتباط ووفاء اإلنسان ملكانه:

أنــــــــ­ــــــا

والـــــــ­ـــــذيـــ­ـــــــــن كـــــــــ­ــــــــــ­ـــــل هـــــــــ­ـــــــــذ­ي

عـــــــلـ­ــــــى ثـــــــــ­ـغــــــــ­ــورك عــــــســ­ــــكـــــ­ـروا ِســـــــــ­ــــــــــ­ـيــــــــ­ــــــــــ­ــا ِن يـــــــــ­صـــــــــ­هـــــــــ­رنــــــــ­ـا بـــــــــ­ــــــك يـــــــــ­ـــهــــــ­ــــــيـــ­ـــــــــئ لـــــــــ­ـــــلــــ­ــــــــــ­فـــــــــ­ـــــداء ســـــــــ­الحـــــــ­ــه ولــــــــ­ــــــــــ­ـديـــــــ­ــــــــــ­ــه مـــــــــ­ــــــــــ­ن أفــــــــ­ــــــــــ­ــــكـــــ­ــــــــــ­ـــــــاره خـــــــــ­نـــــــــ­ادقـــــــ­ــنـــــــ­ــا يـــــــــ­ــــكـــــ­ــــــــاد بـــــــصـ­ــــــدرهـ­ــــــا يـــــــــ­ـــتــــــ­ــــــوحــ­ــــــــــ­د الــــــــ­ــــــــــ­ـــبــــــ­ــــــــــ­ـــــارود ثــــــــغ­ــــــــر الــــــــ­ــقـــــــ­ـــتــــــ­ــــال مـــــــــ­ـرابــــــ­ــــط حـــــــــ­ــيـــــــ­ــــث الــــــــ­ــــــــــ­ربــــــــ­ــــــــــ­اط قـــــــــ­ــنـــــــ­ــــابــــ­ـــــــل ثــــــــغ­ــــــــر الــــــــ­ـجــــــــ­ـمــــــــ­ـال قـــــــصـ­ــــــيـــ­ــــدة تــــــــح­ــــــــمـ­ـــــــيــ­ــــــك حـــــــــ­ـــــني تـــــــــ­خـــــــــ­ونــــــــ­ـك فـــــــــ­ـأخـــــــ­ـــي وأنـــــــ­ــــــــــ­ـــا

ومــــــــ­ــــــــــ­ـا كـــــــــ­ـــــل األمــــــ­ــــــــــ­اكــــــــ­ــــــــن كــــــعــ­ــــبـــــ­ـة تـــــــــ­ــــؤتــــ­ـــــــــى وال كـــــــــ­ــــــل الــــــــ­ــــــصـــ­ــــــــــ­ـيــــــــ­ــــــاح آيــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــة الــــــــ­ــــــــــ­ــبـــــــ­ــــــــــ­ـــلــــــ­ــــــــــ­ــــد األمــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــني تـــــجـــ­ــســـــدت مـــــــن قـــــبـــ­ــل أن تــــتــــ­جــــســــ­د عــــــــل­ــــــــى عــــــــل­ــــــــى

الفداء سالحنا

أذان الـــــبــ­ـــلـــــد­ان

اإليــــــ­ـــــــــم­ــــــــــ­ـــــان مـــــــــ­ـــــــيــ­ــــــــــ­ــــدان والـــــــ­ـــــــريـ­ــــــــــ­ـــحــــــ­ــــــــان ودخـــــــ­ــــــــــ­ــــــان الــــــــ­ـغــــــــ­ـربـــــــ­ــان

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia