عاد إلسالم آباد واستعاد رئاسة احلزب ومثل أمام القضاء
شريف يراهن على الشارع.. بدأ صراع «األجنحة»
بــددت عــودة رئيس الـــوزراء السابق نــواز شريف إلى باكستان قادما من لندن أمس األول، التكهنات بـــأن غـيـابـه بــدايــة مـنـفـى جــديــد لـلـزعـيـم الـــذي قطعت فــتــرات واليــتــه الــثــالث قـبـيـل أوانـــهـــا، وانــتــهــت إحداها بـــانـــقـــالب عـــســـكـــري فــــي عـــــام .1993 وبـــحـــســـب مصادر سياسية، فإن عودة شريف جاءت ألسباب سياسية، بينها القرار الذي تم اعتماده من مجلس الشيوخ أخيرا، بتعديل أحــد نصوص قـانـون االنتخابات والـتـي ستعطي لـه الحق في العودة لرئاسة الحزب بعد إلغاء الفقرة الخاصة بعدم إمكانية ترؤس أعضاء البرملان لألحزاب. لكن ثمة أسبابا أخــرى لـعـودة نــواز، مـن بينها أن استمرار بقائه في لندن سيعرضه إلجــراءات قانونية قد تؤدي إلى إدراجــــه عـلـى قـائـمـة املـمـنـوعـني مــن الـسـفـر، فيما العودة بـمـثـابـة دفــعــة قــويــة لــلــحــزب الــحــاكــم الــــذي سيخوض االنتخابات البرملانية إلى جانب الحفاظ على تماسك الحزب من االنشقاقات. تداعيات إقالة نواز شريف ما تزال مستمرة، إذ شـــهـــدت بــاكــســتــان تــــطــــورات سياسية وقانونية محورية أمــس (الــثــالثــاء)، حيث مـثـل نـــواز فــور عــودتــه أمـــام محكمة مـكـافـحـة الـفـسـاد لبدء إجـــراءات محاكمته، التي وصفها بأنها «مجحفة» وتهدد فرص حزبه في االنتخابات العامة املقررة في منتصف عام .2018 وبحسب املصادر، فإنه من املقرر أن توجه االتهامات إلى شريف رسميا في الثاني من أكتوبر القادم. وقد عاد شريف من لندن أمس األول، بعد أن أمضى شهرا في لندن ملتابعة حالة زوجته كلثوم نواز، التي تعالج من مرض السرطان، وأجرت عدة عمليات جراحية، فيما يرافقها حاليا نجالها حسني وحسنو وابنتها مريم نواز. ووصف شريف في مؤتمر صحفي عقده أمس في إسالم آباد، مزاعم الفساد املنسوبة إليه بأنها ذات دوافع سياسية، في حني ملح حلفاؤه وابنته ووريثته مريم، إلى أن املؤسسات ذات التأثير لها يد في اإلطاحة به، في إشارة إلى الجيش واملؤسسة القضائية، وهـمـا ينفيانه تماما. ومــن املـقـرر أن يمثل اثـنـان مـن أبناء شــريــف كــذلــك أمــــام مــكــتــب املــســاءلــة الــوطــنــي، إضـــافـــة إلى وزيـر ماليته إسحق دار، حليفه منذ فترة طويلة واملتزوج مـن إحــدى بنات أسـرتـه. وتــرى املـصـادر، أن خـيـارات شريف أصـبـحـت مـــحـــدودة، وهـــو يــراهــن عـلـى والء الـشـعـب لحزبه ودعمه على األرض في املرحلة القادمة، فيما تعتقد مصادر فـي املـعـارضـة، أن رئـيـس الــــوزراء الـسـابـق يـرغـب فـي تحدي املؤسسات القضائية عبر اللجوء إلى الشارع.