املغامسي: ال ينبغي قراءة أمر قيادة املرأة مجزأ
أكـــد إمــــام وخــطــيــب مـسـجـد قــبــاء الشيخ صــالــح املــغــامــســي أن األصــــل فـــي قيادة املرأة للمركبة هو اإلباحة، منوهًا باألمر السامي القاضي باعتماد تطبيق أحكام نظام املرور والئحته التنفيذية بما فيها إصـــدار رخــص الـقـيـادة لـلـذكـور واإلناث عـلـى حــد ســــواء، الفــتــًا الـنـظـر إلـــى أنـــه ال ينبغي ألحد أن يقرأ هذا األمر مجزأ، وال يستطيع أحد القول بتحريم قيادة املرأة عينًا. وأشـــــار فـــي مــداخــلــة هــاتــفــيــة مـــع القناة السعودية األولى أمس (األربعاء) إلى أن األشـيـاء متى كانت تجري وفــق مراحل، فــهــي تــتــفــق مـــع الــطــريــقــة الــشــرعــيــة في تـقـريـر األمــــور، وقـــال: «نـحـن نعلم قطعًا أن هناك فتوى سابقة نصت على تحريم قـيـادة املــرأة للسيارة، إال أنها لم تقيد أو تبنى على دليل شــرعــي ال يقبل التغيير، مــــا يــعــنــي أن الـــعـــلــمـــاء ــ مصدر الفتوى ــ لم يـدعـمـوا فتواهم آنــذاك بنص من القرآن الكريم أو الـسـنـة النبوية، بـل كـانـت فتوى قــائــمــة عــلــى تــحــريــم األمــــر مـــن بـــاب سد الذرائع. وأكــد أن (ســد الــذرائــع) بــاب مـوجـود في الــفــقــه اإلســـامــــي، مــفــيــدًا أن بعض فـقـهـاء الحنابلة قــالــوا فـيـه على وجه الكثرة، عادين املفسدة إمـــــا مــرجــوحــة أو راجحة، مـبـيـنـًا أن املــفــســدة الراجحة عمل بها، أما إذا كانت املفسدة مــــرجــــوحــــة فـــــا يـــعـــمـــل بها، مـــــن بـــــــاب ســـــد الــــــذرائــــــع، الفــتــًا الــنــظــر إلــــى حال املـجـتـمـع فــي وقت صــــــدور الفتوى بالتحريم، حيث لـم يكن مهيأ ملثل هذا األمر، لـذا نظر العلماء الكبار رحمهم الله أحياء وأمواتًا إلى أن قيادة املرأة للسيارة آنذاك أمر من الصعب قبول املجتمع به. ولفت إلــى أنــه ال يمكن أن يخلو أي أمر في الدنيا من مفسدة، لذا ال ينبغي لعاقل أن يطلب ذلك أو يزعم إمكانيته، لذا فإن اإلنـكـار بالكلية مـحـال، مستشهدًا بقول العلماء فـي علم األصـــول: «وانـظـر تدلي دوالي العنب في كل مشرق وكل مغرب»، أي أن الـعـنـب والــزبــيــب أصــل الـخـمـر (أم الخبائث)، لكن هذا لم يدفع الشارع ملنعه على بقية الناس، ألن هناك منفعة وغذاء في العنب والزبيب.