WKOL'« —U³š_« ÕU³{

صباح الخير، صباح كله نور وبهجة وفرح. اليوم الخميس هو اليوم الـثـانـي لـصـدور األمــر الـسـامـي باعتماد تطبيق أحـكـام نـظـام املرور القاضية بإصدار رخص القيادة، على الذكور واإلناث على حد سواء. ورغـم أن اليوم هو الثاني لصدور ذلـك األمــر، إال أن أثـر النشوة به ما زال يعانق الروح. فتهنئة من القلب لنساء اململكة على حصولهن على هذه الهدية الثمينة من ملك الحزم امللك سلمان حفظه الله. الذي كما وصفته هيئة كبار العلماء، «يتوخى مصلحة بالده وشعبه في ضوء ما تقرره الشريعة اإلسالمية». وتهنئة أيـضـا لجميع الــرجــال الــكــرام، الــذيــن وقــفــوا إلــى صــف ويساندون حلمها بالسماح لها بالقيادة. وتهنئة ثالثة لجميع الذين كانوا متى سـافـروا خــارج اململكة وجــدوا حرجا في اإلجابة على السؤال الذي ال ينقطع عن أسباب عدم سماح اململكة للمرأة بالقيادة؟ فقد أصبح بإمكانهم اآلن أن يتنفسوا الصعداء وأن يسيروا مرفوعي الرأس بعد أن املـــرأة يدعمونها سقط عن أكتافهم عبء تلفيق إجابات تحرجهم وال تقنع أحدا. الحمد لله، الحمد لله الــذي بلغنا هــذا الـيـوم الــذي نشهد فيه تحقق أحــد أحالم املرأة السعودية وأشدها تعقيدا، فرغم أنه حلم ال يخالف دينا وال خلقا، إال أن املرأة اضطرت إلى أن تدفع ثمنا باهظا من قبل أن تحصل عليه، قدمت من أجله كثيرا من التضحيات، ونالها بسببه كثير من األذى، تعرضت للقذف، واالتهام بالتنكر للدين، والرغبة في إفساد املجتمع، وصبت عليها حمم من الدعوات بالهالك واللعن، وغير ذلك من شتى أنواع األذى. فالحمد لله الذي أظهر الحق وأزهق الباطل. هذا األمـر السامي ما هو إال خطوة في الطريق الصحيح الـذي تنتهجه مملكتنا الحديثة نحو تمكني املـــرأة، وتعزيز مسيرة الـدولـة املدنية، ودعــم خطط التنمية كما تمثلت في رؤية اململكة ،2030 فقد ظل حرمان املرأة من قيادة السيارة عقودا طويلة، عامال معيقا لها عن قضاء احتياجاتها، كما ظل عقبة كأداء تعترض طريق تمكينها، فمن متطلبات التمكني ذهاب املرأة إلى املؤسسات العلمية وإلى مؤسسات العمل، وحني ال تتوفر للمرأة وسيلة نقل ميسورة، فإنها تضطر إلى التخلي عن كل ذلك. وغني عن القول إن نساء اململكة لسن كلهن ينتمني إلى الطبقة املخملية، وال حتى إلى الطبقة املتوسطة القادرة على استئجار سائق، كما أنهن لسن جميعهن يتوفر لهن محرم متفرغ يقوم بتوصيلهن لقضاء حوائجهن، لهذا كان عدم قدرتهن على قيادة السيارة حجر عثرة في طريق طموحاتهن. والــيــوم يتلقى أبــنــاء وبــنــات اململكة هــذا الـخـبـر الجميل لـيـس بـفـرحـة وابتهاج فحسب، وإنـمـا أيضا بثبات وثـقـة، فهم على يقني أنهم قـــادرون على أن يبرهنوا لجميع املتخوفني من تسليم مقود السيارة للمرأة، أن نساء ورجال هذا البلد العظيم على قدر من الوعي والقيم الدينية واألخالقية، يجعلهم يخوضون التجربة بأمن وسالم. فشكرا لخادم الحرمني على رفع حظر القيادة عن املرأة، وشكرا لولي عهده األمير الشاب صاحب الرؤية املتبصرة. وحفﻆ الله وطننا عزيزا ماجدا.