Okaz

ـرار أذاب «جلـيد العوائق»

ﻧﺴﺎء ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ: ﻇﺮﻭﻓﻨﺎ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺃﺟﺒﺮﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ

- عبداهلل آل هتيلة (الرياض)

زرع أمــر خـــادم الـحـرمـن الـشـريـفـ­ن املـلـك سلمان بـن عبدالعزيز بــإصــدار رخــص قـيـادة السيارات لـلـمـرأة فــي الـسـعـودي­ـة، واعـتـمـاد تطبيق أحكام نظام املرور والئحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخـص القيادة، على الـذكـور واإلنــاث على حد سـواء، الفرحة في نفوس النساء الساكنات في املراكز والقرى والهجر النائية، وأكد عدد من نساء البادية أنهن في أمس الحاجة ملثل هذا القرار التاريخي، الـذي يسهل عليهن الكثير من الصعوبات التي كانت تواجههن، ويبعد عنهن شـبـح الــخــوف مــن املـاحـقـة املرورية أثــــنـــ­ـاء قـــيـــاد­تـــهـــن فــــي الــــســـ­ـنــــوات املاضية لــلــســي­ــارة، لـلـتـغـلـ­ب عــلــى بــعــض الظروف القاهرة التي تجبرهن على القيادة. وتــــقـــ­ـول أم مـــحـــمـ­ــد الــــتـــ­ـي تـــســـكـ­ــن إحــــدى املــحــاف­ــظــات الــنــائـ­ـيــة إنـــهـــا احــتــفــ­لــت مع أســــرتــ­ــهــــا وأقـــــار­بـــــهـــ­ــا بـــعـــد صــــــــد­ور أمر خــــادم الــحــرمـ­ـن الــشــريـ­ـفــن، لــيـس ألنها ومــثــيــ­اتــهــا ســيــقــد­ن الــــســـ­ـيــــارات، فهن مـمـارسـات جــيــدات لفن الــقــيــ­ادة، ولكن ألنهن لن يواجهن مستقبا بمخالفات وعقوبات مرورية كما كان في السابق. وأوضحت أنها لم تمارس قيادة السيارة من باب الرفاهية، ألن طبيعة الحياة في البادية قاسية جدا، ولكن ألنها وحيدة والدها املسن، فاضطرت لتعلم قيادة السيارة ملواجهة أعباء الحياة. وأوضحت أن والدها يحتاج إلى مراجعة املستشفى في أوقات متفرقة من اليوم، إضافة إلى الذهاب للسوق لشراء احـتـيـاجـ­اتـهـم الــيــومـ­ـيــة، فــأصــرت عـلـى تـعـلـم قــيــادة السيارة ومعها الساكنات من حولها. وأشــــارت إلــى أنـهـا تـقـود سـيـارتـهـ­ا املـتـواضـ­عـة يـومـيـا برفقة والدها مرة إلى املستشفى ومـرات للتسوق، إال أنها نـادرا ما تقع في قبضة املرور، الذي يتعامل معها بلطف، ويؤكد عليها بأن ال تعود لقيادة السيارة ألنه أمر مخالف. وأضافت: «أما اليوم فا نقول إال شكرًا لوالدنا ومليكنا سلمان بن عبدالعزيز على هذا األمـر التاريخي، الـذي سيمكننا من حياة كريمة ال نحتاج فيها ألحد، ويساعدنا في القيام بواجباتنا». من جانبها، قالت امــرأة مسنة: «أنـا وزوجــي ومنذ سنوات ال نغادر خيمتنا لظروفنا الصحية، وليس لنا إال ابنتنا املطلقة، التي تقود سيارتها بشكل يومي لرعايتنا صحيا، وتأمن ما نحتاجه ملعيشتنا». وأضافت بلكنتها البدوية: «اللي يمنعون إن بناتنا يسوقون ما يدرون بظروفنا، وفلوسهم كثير، جعل يـومـي قـبـل يــوم املـلـك سـلـمـان الـلـي فــزع لـنـا وفـرحـنـا، وسمح لبناتنا يقودون السيارات». أما أم عبدالله، التي تعمل معلمة في إحدى املدارس النائية، فقالت إن أمـر امللك يعتبر أغلى وأثمن خبر في حياتها. مشيرة إلـى أنها مطلقة ولديها من األبـنـاء ثاثة أكبرهم ال يتجاوز الحادية عشرة من عمره. وأضـافـت: «للضرورة أنـا أقــود سيارتي بنفسي، وأتولى مسؤولية الـذهـاب باثنن مـن أبنائي للمدرسة والــعــود­ة بهما إلى منزلنا، ألن والدي كبير في السن، وإخواني خارج املنطقة، وليس من املنطق أن تتوقف حياتي ومستقبل أبنائي». ولم تخف أم عبدالله أنها تتعرض لكثير من اإلحراجات، إال أنها ال تلتفت لها بل تشعر بالسعادة ألنها تواجه ظــروف الحياة بشجاعة، وبما ال يتعارض مع تعاليم الدين اإلسـامـي. ووافقتها الــرأي إحــدى زمياتها التي أوضحت أن قيادة املرأة في البادية للسيارة أثبتت فائدتها في إنقاذ حياة الكثيرين ممن ليس لهم عائل (رجل)، وواجهوا ظروفا صحية صعبة استدعت نقلهم وعلى وجه السرعة للمستشفيات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia