Okaz

مدعو احلرية بنوايا حتريضية!

- خلود بنت فهد

يخلط كثير من الناس ما بني إبداء الرأي بحرية، وبني إبداء الـــرأي بـنـوايـا تحريضية، خـصـوصـا إن كـانـت صـــادرة من شخصيات معروفة في املجتمع، الحرية في أسمى مفاهيمها هي أال تتعدى على حدود حريات اآلخرين، إال أن هناك من يتخفى تحت مفاهيم الحرية بمصطلحاتها البراقة ليطلق العنان آلرائــه مـن خــالل هــذا املنظور، ويستخدم صياغات ملتوية، وأحـيـانـًا مبطنة، تتعدى على حـريـة اآلخــريــ­ن في اختالفهم عنه، أو معه. ومن هنا ينتكس مفهوم الحرية بالرأي إلى مفاهيم أخرى ومــن بينها «الــتــحــ­ريــض» ضــد مــن يخالفهم ويخالفونه، وتتعدد هنا املـواضـيـ­ع الـتـي نجد فيها هــذا الخلط عيانًا بـيـانـًا مــن رواد املـجـتـمـ­ع مــع الـكـثـيـر مــن األســــف، ونجدهم كذلك يتصدرون القضايا االجتماعية والسياسية والدينية والفكرية على حد سواء. وبــمــا أنــنــا عشنا مـنـاسـبـة وطـنـيـة عـظـيـمـة؛ أال وهــي اليوم الـوطـنـي، وبـمـا أنـنـا أيـضـًا حظينا قبل ذلــك بفترة وجيزة بإنجاز عظيم؛ أال وهـو كف الحلم والضرب بيد من حديد على كل من يساهم في اإلضــرار ببلدنا بواسطة الرصاص أو القلم، سأتحدث عن مدعي الحرية بنوايا تحريضية في مواقع التواصل االجتماعي، وكيف يخدعون الكثير بالكالم املعسول واملدسوس بأخطر السموم:

• ه ɝɝɝ ؤالء ال ɝ ش ɝ خ ɝ ص ɝ ي ɝ ات ع ɝɝ رف ɝɝ وا ب ɝɝ داي ɝɝ ة ب ɝ أن ɝ ه ɝ م األك ɝɝ ث ɝɝ ر إقصاء

ملخالفيهم من خالل خاصية «الحظر»، وانعدام سعة الصدر لديهم في تقبل أي فكرة مخالفة، في حني نجدهم يتباكون إن تم إقصاء معارض صريح، أو حتى من له تاريخ إرهابي بحت، ويستعطفون الــرأي العام باسم حرية الــرأي وحرية الفكر وحرية املعتقد، وهم األبعد عنها!

• هؤالء الشخصيات استمرأوا التناقض في شتى القضايا

املطروحة، فتجدهم بال استحياء يعيبون على بالدهم ما قد مدحوه وأشادوا به وصفقوا له في بلدان أخرى، واألمثلة كثيرة وال حصر لها.

• هɝؤالء الشخصيات ستجدهم دائما وأبɝɝدا في طليعة من

يمتهن نشر السلبيات، وهم وقود االشتعال لحطب السخط والتهكم، وفــي نفس الـوقـت سنالحظ أنهم صــم بكم عمي، وكأنهم ال يفقهون شيئًا في الجوانب اإليجابية واملشرقة.

• هɝɝؤالء الشخصيات سنجدهم يلتزمون الحياد في أكثر

املواقف غير املحتملة للحياد، كنصرة الوطن والــذود عنه ضد أعدائه ولو بالدعاء له، ويستذكرون كل نص للفتنة كان غائبًا عنهم عندما كانوا يزرعون بذورها داخليًا، بدعوى الحقوق واملطالبة بها ولو على حد الفوضى والتمرد. العبارات بشكل الفت في سبيل نشر املظلوميات وتضليل الحقائق وتـزيـيـف الـوقـائـع، حتى يتمكنوا مـن استعطاف أكــبــر قـــدر مـمـكـن مــن مستخدمي مــواقــع الــتــواص­ــل، وحتى يصلوا إلى أفئدتهم وينفثوا أنفاس الحسرة في صدورهم على القانون، وعلى القضاء، وعلى الدولة بأكملها.

• هؤالء الشخصيات يسخرون أقامهم ومحابرهم وألواح

مفاتيحهم لوضع وتـرويـج مسميات مـا أنــزل الله بها من سلطان، وإلصاقها كتهمة على كل من يقف حجر عثرة في طريقهم لشق الصف واللحمة الوطنية. وأخيرًا، الحذر الحذر من مدعي الحرية بنوايا تحريضية، سيماهم في تناقضاتهم وفلتات ألسنتهم، ليس من الصعب تـمـيـيـزه­ـم، إذ إن سقطاتهم كـثـيـرة وتــضــارب­ــات قناعاتهم تكشف األحداث الستار عنها، بدءًا من فصل الخريف العربي وحتى اللحظة. ولنستذكر جميعًا حـديـث املصطفى عليه أفـضـل الصالة وأتـم التسليم حني قـال: «إن أخـوف ما أخـاف على أمتي كل منافق عليم اللسان».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia