املستقبل املشرق لالقتصاد املتنوع

احتفلت اململكة باليوم الوطني املجيد الـــ78 ملـا يحمله من الــقــرارات الـحـازمـة والشجاعة الـتـي اتـخـذهـا خــادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده األمني خالل العام املاضي، تؤكد الرغبة الصادقة لحزم وضبط االقتصاد الــســعــودي بــالــتــواكــب مــع بــرنــامــج الــتــحــول الــوطــنــي ورؤية ،2030 إذ عالجت الخلل املوجود في املنظومة االقتصادية الـتـي تجعل الحكومة هـي األب لكل الباحثني عـن عـمـل، في الــوقــت الـــذي تـمـثـل املــنــشــآت الـصـغـيـرة واملـتـوسـطـة فــي دول العالم املتقدم ما يقارب %90 من حجم سوق العمل، وحفزت الـــقـــرارات عـلـى الـعـمـل الــحــر الـــذي يـمـثـل املستقبل الحقيقي لالقتصاد املتنوع الــذي يقوم على سـواعـد أبـنـائـه، فالدولة وفــق الــرؤيــة الــجــديــدة تتيح الـفـرصـة للمجتمع باملشاركة، وتحمل املسؤولية عبر قطاع خاص قوي، يشارك بفاعلية في تنمية الوطن. وتــســيــر املــمــلــكــة فـــي االتــــجــــاه الــصــحــيــح بــالــنــســبــة لهدفها اإلسـتـراتـيـجـي بتنويع مــصــادر الــدخــل الـوطـنـي، وملــا يشكل االقتصاد السعودي من ضمن االقتصاديات الصاعدة مثل الصني والهند وتركيا، وتقارير صندوق النقد الدولي األخيرة، تؤكد أن اململكة بدأت تحوال جوهريا في سياساتها ملواجهة انــخــفــاض أســعــار الــنــفــط، وأجــــرت سـلـسـلـة مــن اإلصالحات، وشرعت أخيرا في خطط جريئة وطموحة لتنويع االقتصاد الـــســـعـــودي، وال شـــك أن ذلـــك مـــن شــأنــه أن يجعل االقتصاد السعودي أكثر قوة على مــواجــهــة الــتــحــديــات والــصــعــاب، وتجنب االنـــهـــيـــارات االقــتــصــاديــة الــتــي تشهدها كثير من دول العالم. وبــــرهــــنــــت الــــفــــتــــرة املــــاضــــيــــة عــــلــــى قوة االقتصاد السعودي الذي سيواصل رحلة الـصـعـود والـتـعـافـي فــي الـسـنـوات املقبلة، حــتــى تــتــحــول املـمـلـكـة بـمـشـيـئـة الــلــه أحد النمور االقتصادية خالل العقدين املقبلني، في ظل سياسة تجمع بني االنضباط املالي والنزاهة والشفافية، وال شك أن طرح جزء من شركة أرامكو السعودية لالكتتاب، وإطالق صندوق لالستثمارات السيادية، وغـيـرهـا مــن املــبــادرات االقـتـصـاديـة واالسـتـثـمـاريـة األخرى، سـتـشـكـل حـــافــزا لــدعــم لــالقــتــصــاد الــســعــودي خـــالل األعــــوام املقبلة، وبالتواكب مع تنمية القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية واالستثمارية والسياحية وغـيـرهـا، التي يمكن أن تشكل مصدرًا كبيرًا للدخل، كما أن األرقــام املالية املعلنة تمثل أداء امليزانية السعودية فـي النصف األول للعام الــجــاري ،2017 نقطة مضيئة لـقـدرة اململكة على مواجهة كـل التحديات، إذ تراجع عجز امليزانية بنسبة %51 مسجال 72 مــلــيــار ريـــــال، وزادت اإليـــــــرادات بنسبة ،%29 فــي حــني تــم تقليص النفقات بنسبة 2%، دون أن تتأثر املشاريع القائمة أو خطط اإلصـــالح الرئيسية، وأسـهـمـت اإلصالحات في إيجاد املزيد من اإليرادات غير النفطية، وتحسني كفاءة اإلنفاق، بما يؤدي إلى حالة مـن الــتــوازن املــالــي، كـهـدف إستراتيجي في املدى املتوسط، وبالتالي ينعكس إيجابًا على اقتصاد الوطن ورفاهية املواطنني.