Okaz

نحن الّشيبان!

-

هل تدرون من نحن الشيبان؟ قيل عنا الكثير الكثير! وقد أعجبتني حروف وكلمات وصلتني تتحدث عن الفارق بني جيل وجيل وأرى إعادتها تذكيرا ومنها يتعلم شـبـاب الـيـوم مـا تحمله مـن حكم ودروس تبقى لنا شيوخ الشباب مشكاة نور وأمـل، حيث قال حكيم الشيبان عنا إننا نحن جيل لم ينهاروا نفسيًا من عصا املعلم، ولم يتأزموا عاطفيًا من ظروفهم العائلية، ولم تتعلق قلوبهم بغير أمهاتهم، ولم يبكوا خلف املربيات عند السفر! كم نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة ولم نشك من كثافة املناهج الدراسية، وال حجم الحقائب املدرسية، وال كثرة الواجبات املنزلية! نحن الـجـيـل الــذيــن اجـتـهـدنـ­ا فــي حــل الـكـلـمـا­ت املـتـقـاط­ـعـة وفــي مـعـرفـة صاحب الصورة، وفي الخروج من طريق املتاهة الصحيح، نحن جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا ولم يكتبوا واجباتنا املدرسية، وكنا ننجح بال دروس تقوية، وبال وعود دافعة للتفوق والنجاح. كنا محظوظني في زمننا بمعلمني نوابغ شخصياتهم قوية. نعم كانت هيبتهم بالعصا التي هي ملن عصى، ولكن كان خريج املرحلة االبتدائية في عصرنا مستعدا لتدريس مراحلها، نحن جيل لم نرقص على أغاني السخف، وكنا نقبل املصحف عند فتحه وعند غلقه ومن بعد صالة الفجر نقرأ ونحفظ القرآن على إمام مسجد الحارة، نحن جيل كنا نالحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان، ولم نخش مفاجآت الطريق، ولم يعترض طريقنا حينذاك لص وال مجرم وال خائن وطن! وهي ضريبة الحضارة والتقدم، نحن جيل كانت تفاصيل يومهم عفوية جـدًا، نحن جيل وقفنا في طابور الصباح بنظام، وأنشدنا صباح كل يـوم دراســي السالم الوطني بحماس، نحن جيل كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء وسطح املنازل.. ونتحدث كثيرًا.. ونتسامر كثيرًا.. ونضحك كثيرًا.. وننظر إلى السماء بفرح.. ونعد النجوم حتى نغفو، نحن جيل كان للوالدين في داخله هيبة، وللمعلم هيبة، وللعشرة هيبة، وكنا نحترم سابع جـار، ونتقاسم مع الصديق املصروف واللقمة واألســرار. بل نحن كما يقال عنا جيل زمان عجنته الحياة عرف كيف يتعامل مع زمانه، ويـفـرح فــرح األطــفــا­ل بمكانه، عشنا الحاجة والـفـاقـة، زمــان الـجـار للجار، وهيبة الدار للدار والوقار. كم نحن الشيبان لبعضنا نعيش فزعة للقريب والبعيد.. نعيش قصص وذكريات من املاضي للحاضر نفتخر بوطنيتنا ونـعـتـز ونــرفــع الــــرأس بـــوالة أمــرنــا وتــاريــخ­ــنــا بــوطــن ونــــردد بـــالد العرب أوطاني من الشام لبغداد. إنه االنتماء وكم هو غال علينا. نحن الشيبان ونقول ملن يقول لنا «دقة قديمة» ونظرتكم لنا أحيانًا خاطئة؛ ألننا معكم جيل هذا العصر املكحل بغيوم التقنية التي نحن الشيبان في سباق معها من أجل رضاكم بنني وبنات! فهل تقبلون بنا؟ نحن الشيبان معكم ولكم يا شباب اليوم! نفس املسيرة ال فرق بيننا وبينكم. فقط الفارق الــوحــيـ­ـد بـيـنـنـا هــو تــقــدم الـعـمـر ومــنــه الــشــيــ­ب الـــذي أراه مـرحـلـة النضج والتجارب ونــراه وقــارا وليس عــارا. نعم نتلقى من بعض أقراننا كلمات الذعة بطرافة وهذا دليل منهم بأنه بعض من عالج نفسي وأنهم ال يزالون يرون أنفسهم في سن الرضاعة! باختصار نحن وكما ذكر من كتب عنا نحن الشيبان جيل الكفاح والصبر والعلم والتعلم ال جيل االتكالية وتضييع الـوقـت الــذي كــان بالنسبة لنا ضياع عمر، والــذي منذ عرفت حياتي إلى اليوم من فضل الله وأنا أردد العمر واحد وال أتهرب من ذكر سنني عمري وال أهاب الشيب وال املوت أو أتخوف منهما ولكل أجل كتاب واألعمار بيد الله. وأدعو الله لنا شيبان هذا العصر بالصحة والعافية وطول العمر على طاعة الله ورضا والدينا وأهلينا وأحبائنا.. يا رب. وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية. خاتمة: الشيب نور املؤمن ال يشيب الرجل في اإلسالم إال كانت له بكل شيبة حسنة

ورفع بها درجة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia