Okaz

«بيب.. بيب» إنني قادمة

-

افــســحــ­وا لـــي الــطــريـ­ـق ألخـــــرج دراجـــتــ­ـي من الجراج ألملعها وأنظفها يوميًا طوال العشرة شهور القادمة انتظارًا لتدشينها في الطريق فأنا قادمة. طبعا هذه مزحة ولكن يا جماعة ماذا حدث في الدنيا. دخلت يوم أمس األول - وهو يوم إعــان الخبر العظيم - دخلت إلــى حجرتي ألرتـــب بـعـض األوراق وإذا بــي أسـمـع رنات الـرسـائـل تنهال على جـوالـي كـاملـطـر. «ماذا حـدث؟» سألت نفسي وقـررت أن أكمل عملي ثـــم أنـــظـــر بـــعـــده لــلــرســ­ائــل. ووضــعــتـ­ـه على الـصـامـت. وملــا أنهيت الـتـرتـيـ­بـات. قــررت أن أجلس بكل هدوء آلكل «الكينوا ساالد» التي حضرتها ودللتها وزينتها ونـثـرت عليها حـبـات الـجـوجـي بيريز وثـمـار الكرانبيري­ز الــحــمــ­راء الجميلة. وكـنـت جـائـعـة ومرهقة. فقررت أن أسلي نفسي قليا وأنـا آكـل. وإذا بي أفتح الجوال وأقـرأ وأغـص بلقمة كينوا وقفت في حلقي رافضة التحرك. ماذا؟ سوف يسمح لنا بالقيادة! وألن املوضوع تاريخيًا نال الكثير من املزاح فقد قلت ربما تكون هذه مزحة. ولــكــن ســرعــان مــا أرســـل لــي بـعـض الطيبني فـــيـــدي­ـــو بـــالـــت­ـــصـــريـ­ــح. وتـــتـــا­بـــعـــت تهنئات صـديـقـاتـ­ي مــن بـريـطـانـ­يـا الــلــوات­ــي شاهدن الخبر على البي بي سي. ومن فرنسا بعد ما شاهدنه على التي اف آه. وغيرهن وغيرهن مــن أسـتـرالـي­ـا والــيــاب­ــان وأمـريـكـا الجنوبية ومختلف البلدان - وجدت ما يزيد على 190 رسالة تهنئة من حول العالم. تـركـت املـوبـايـ­ل على طـاولـتـي وتــركــت طبق الــســلــ­طــة ومــشــيــ­ت خـــطـــوة فــــوجـــ­ـدت نفسي وكــأنــنـ­ـي أحــلــق فـــي الـــهـــو­اء وأنـــظـــ­ر لحالي مــن سـقـف الـغـرفـة مـثـل الـــذي يطير مــن فرط الــنــشــ­وة فــي حــالــة مــاجــيــ­ك- ريــالــزم تنافس أحــــداث روايـــــا­ت جــابــريـ­ـل جــارســيـ­ـا ماركيز: «إنها لحظة تاريخية» رددت بخاطري. كنت أحيانا أفـكـر بأنني لـن أعـاصـر هــذا الحدث وسأموت قبل أن أراه. إننا نعيش التاريخ ونكتبه هذه األيام. نحن األجيال التي تستطيع أن تقول إننا عاصرنا هذا الحدث وإن أراد الله لنا الحياة نستطيع أن نصف الـحـيـاة قبل وبـعـد هــذا الــقــرار. ما أجـمـل أن ال تعتمد على مـن يـقـود سيارتك. مــا أجـمـل أن يـكـون لـديـك الـخـيـار - أن تقود أو ال تــقــود. مــا أجــمــل حــريــة اتــخــاذ القرار والخاص من التنبلة والعلعلة والتسويف والتلكع والــذل والـتـذلـل. مـا أجمل أن تشعر بــأنــك إنـــســـا­ن ولــســت تــابــعــ­ا أو قـــاصـــر­ا. ما أجمل الحياة حينما تسن القوانني للمساواة والعدالة. شـــكـــرًا ملــلــكــ­نــا ســـلـــمـ­ــان. الـــتـــا­ريـــخ سيشكرك والــنــسـ­ـاء ســتــذكــ­رك. إنــهــا خــطــوة سيكتبها التاريخ ولن تنساها نساء الوطن. فشكرًا.

 ??  ?? أحالم محمد عالقي
أحالم محمد عالقي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia