الرياضة والقيادة
املتتبع للقرارات األخيرة التي شهدتها اململكة خالل الفترة املاضية، يجدها تعكس جانبا مهما في مسيرتنا الحالية، وهي أن القرارات كــانــت أكــثــر حـيـويـة ودقـــة وســرعــة، وتـعـتـمـد عـلـى نـهـضـة الوطن، ولكنها تتسم بـالـجـرأة أيـضـا، إذ استطاعت أن تالمس كثيرا من املشكالت املستعصية التي كان الكثير في أمس الحاجة إليها، وقبل أن أخـوض في مسألة قيادة املــرأة للسيارة، ومـدى الحاجة امللحة إليها، أعود للوراء قليال وأذكركم بالقرارات الرياضية التي أصدرت خالل األسبوعن املاضين، منذ تولي تركي آل الشيخ رئاسة هيئة الــريــاضــة، فـكـم كـنـا نــنــادي بمشاكل نـــادي االتــحــاد وديــونــه، وكم صرخنا كثيرا لالستفادة من الالعبن املواليد في اململكة، وشهدنا تسرب الكثير منهم إلى دول مجاورة، وزيادة الالعبن األجانب في الفريق، وغيرها من الـقـرارات الرياضية املهمة، وكما أن الرياضة جزء مهم من حياة السعودين، كان لها نصيب وافـر من التغيير الذي بات محتما لكي نصل إلى مصاف الدول الكبرى. واليوم لم نفاجأ بقرار السماح للمرأة بقيادة السيارة أسوة بالرجل، فهو زمن التغيير، وإنهاء امللفات العالقة التي باتت تشكل إزعاجا كــبــيــرا لـلـجـمـيـع، وبـعـضـهـا بــقــي عــائــقــا فــي اتــخــاذ قـــــرارات أخرى وخـطـوات تطويرية جـديـدة، وإذا لـم يتخذ هــذا الـقـرار فـي فترتنا الحالية فلن يتخذ في أي فترة أخــرى، خاصة أن دمـاء جديدة تم بثها في جسد مملكتنا الحبيبة وكان على رأسها ولي العهد األمير محمد بن سلمان الـذي أضـاف لبلدنا حسا شبابيا، وطاقة تؤكد أنـنـا أمــام سـعـوديـة جـديـدة عنوانها الـــروح والـتـفـاؤل واملستقبل، لذلك كانت غالبية الـقـرارات التي سمعنا عنها هي قــرارات شابة، صـــدرت مــن الـشـبـاب إلــى الــشــبــاب، وتـمـس شـريـحـة كـبـيـرة، لتطال احتياجاتهم األساسية كالوظيفة واملعيشة والسكن، وتركز على طاقاتهم وعقولهم كالدراسة والجامعات والبحوث، وقرارات أخرى تمس حياتهم الترفيهية كالرياضة والـتـرفـيـه، ولـكـن قــرار قيادة املرأة لم يكن عبثا وال ترفيهيا، بل حاجة ملحة تفرضها التغييرات التي طالت مستقبل املرأة السعودية بعد أن وصلت إلى مناصب لم تكن تتوالها قديما، ولم يكن قرار القيادة سوى جزء بسيط ليكمل منظومة النجاح التي سطرتها الفتاة السعودية، وسنرى انعكاس ذلك القرار قريبا على مختلف األصعدة.