إبراهيم خفاجي.. شاعرية متاهت بني املجد والعلياء
ارتبق الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي في حبالة املــــرض مـــرة أخـــــرى، مـلـقـيـا عــلــى أرواح محبيه الهواجس بعد 18 عامًا من وعكة مماثلة ألزمته العناية املركزة فترة طويلة. شـــاعـــر الــــســــالم املــلــكــي وصــــائــــغ القالئد الحجازية األدبية، أضحى أسيرًا ملهجع املــوجــوعــني، وقـــد نــالــت قـلـبـه سهام املرض وأصابته لوعة السقم. خفاجي الذي تماهى عسجد قوله مع لجني صمته ال يمكن أن يذكر دون أن تنسدل على مــرأى الــذاكــرة قـوائـم قصائده التي كانت ركنًا راسخًا قامت عليه األغنية الخليجية، وكأنما ولــدت على يــده مـن جـديـد حـني شكلت الهوية الجديدة للفن الـسـعـودي، ببراعة فـذة اقتبس مـن بريقها عشرات املتأثرين به شاعرًا وإنسانًا، ومازالوا. ال يـمـكـن أن تــجــيء ســيــرة إبــراهــيــم خـفـاجـي 94( عاما) وال يـــرفـــرف فـــي مـخـيـلـتـك الــعــلــم الـــســـعـــودي، وتـــــرن في مسامعك موسيقى النشيد الـوطـنـي الـــذي كتبه بيديه، تــســامــى إلــهــامــه إلـــى املــجــد والــعــلــيــاء فـكـتـب الــوطــن في قصيدة معصومة، وجعل قصائده وطنًا لناهمي الحب والشغوفني بالحياة. كـتـب الـخـفـاجـي صــاحــب «مـــخ املـوسـيـقـى واملــغــنــى» كما يـقـول، أشـهـر األعــمــال الفنية لـعـدد مـن الـنـجـوم، إذ شكل عــصــب االنــطــالقــة لـلـفـنـانـني طـــالل مــــداح ومــحــمــد عبده وقبلهما املوسيقار طــارق عبدالحكيم، غنت لـه صباح وسميرة توفيق ووديـع الصافي وهيام يونس وعبادي الجوهر وعبداملجيد عبدالله وغيرهم. مــن أشــهــر أعـمـالـه «تــصــدق وال أحـلـفـلـك» و«كــانــك مانت عــارفــنــي» و«عــلــى شــانــه»، وغـيـرهـا لــطـالل مــــداح، وكتب ملحمد عـبـده «أشــوفــك كـل يــوم، لنا الـلـه، مـافـي داعـــي، يا حبيبي آنستنا، أنت محبوبي، ظبي الجنوب» وغيرها. كـتـب الـخـفـاجـي أوبــريــت الــجــنــادريــة «عــرايــس اململكة»، وكرم بميدالية االستحقاق من الدرجة األولى مع البراءة الخاصة بها عــام 5041هــــ مـن امللك فهد بـن عبدالعزيز تــقــديــرا ملــجــهــوداتــه فــي وضـــع كــلــمــات الـنـشـيـد الوطني لــلــمــمــلــكــة، وكـــــرم عــــام 1433 بـــوســـام املـــلـــك عبدالعزيز مــن الــدرجــة األولــــى، وحــصــل عـلـى جــائــزة هيئة اإلذاعة البريطانية B.B.C( بي بي سي) كأفضل أغنية في أوائل السبعينيات امليالدية عن أغنيته (أشقر وشعره ذهب) بحسب «ويكيبيديا». إبــراهــيــم خـفـاجـي لـقـب بــعــدة ألــقــاب أبــرزهــا شــاعــر مكة املكرمة نسبة إلى البيئة التي انطلق منها ويعيش فيها، وشــاعــر الــهــالل نسبة إلــى مـيـولـه لــنــادي الــهــالل وتوليه منصب نائب الرئيس في بداية تأسيسه، وكتب قصيدة فيه بعنوان هـالل نجد، يقول مطلعها «إذا لعب الهالل فخبروني.. فإن الفن منبعه الهالل».