آل الشيخ.. واإلعالم »2«
ســـأبـــدأ مـــن حــيــث انــتــهــيــت فـــي املـــقـــال الــســابــق حول القضية املـزمـنـة، والـعـلـة املستعصية عـلـى الـحـل في وســطــنــا الــريــاضــي وأقـــصـــد بــهــا اإلعـــــالم الرياضي، فـهـذا اإلعـــالم بمكوناته املختلفة قـــاوم بشكل غريب كـــل مــــحــــاوالت إصـــالحـــه وتـــطـــويـــره وتــحــســني أدائــــه لجعله عنصرا مفيدا ومساعدا في حلحلة ومعالجة قضايانا الرياضية، بدال من دوره الحالي الذي يجوز وصفه بالدور التخريبي والتأزيمي، مما جعله عبئا حقيقيا على مؤسساتنا الرياضية بما فيها األندية الرياضية. وكــمــا أشـــرت سـابـقـا فملف إصـــالح اإلعــــالم قــد يكون عـلـى رأس أولــويــات رئـيـس الهيئة الـعـامـة للرياضة األستاذ تركي آل الشيخ، وخالل الفترة املاضية التقط الرياضيون أكثر من إشارة تؤكد أن هذا امللف سيجد التفاتة جادة من آل الشيخ. لقد قـامـت الـرئـاسـة الـعـامـة لـرعـايـة الـشـبـاب «سابقا» وحــتــى بــعــد أن أصــبــحــت هـيـئـة بــتــحــركــات خجولة، وتفتقر للجدية والحزم إلصالح اإلعالم إال أنها فشلت رغــم تـعـاونـهـا مــع جــهــات أخـــرى، بـمـا فــي ذلــك وزارة اإلعالم، وأظن أن الهيئة بقيادتها الجديدة ستستفيد من أسباب فشل الجهود السابقة بتالفي الوقوع فيها مجددا. وأنـــا هـنـا أتــحــدث عــن الــقــنــوات الـريـاضـيـة والبرامج الرياضية في القنوات العامة وعن الصحافة املطبوعة واإللكترونية، وعن كتاب ومشاهير وسائل التواصل االجــتــمــاعــي، فـالـفـلـتـان الــــذي عــاشــتــه هـــذه املكونات وغياب الرقابة الحقيقية عنها، وتفلتها من الضوابط املهنية واألخالقية يجب أن ينتهي إن كنا جادين حقا فـي توفير أرضـيـة صلبة لتطوير الحركة الرياضية والشبابية في اململكة العربية السعودية. لـن يستطيع املــســؤول الـريـاضـي أن ينجح فـي تنفيذ خــطــطــه ومــشــاريــعــه وهــــو مـــحـــاط بـــإعـــالم غوغائي مــخــتــرق، يـفـتـقـر لـلـحـد األدنـــــى مـــن الـــشـــروط املهنية والوعي واإلحساس باملسؤولية. وأظــنــنــي لــســت بــحــاجــة هــنــا لـتـقـديـم نــمــاذج وأمثلة تبرهن على الــواقــع املـــزري لـإلعـالم الـريـاضـي ألثبت ما أقوله عنه بألم، فاليوتيوب يضج بمئات املقاطع التي شاهدها مئات اآلالف من الناس داخل السعودية وخــــارجــــهــــا لـــيـــتـــنـــدروا فـــيـــهـــا، ولـــيـــضـــحـــكـــوا منها، وليضحكوا بها علينا، وكثير من هذه املقاطع مخجلة ومسيئة فعال لنا كسعوديني وإلعالمنا بصفة عامة. صحيح أن إعالمنا الرياضي ال يخلو من نقاط قوة، ومـن أصــوات وأقــالم رصينة ونزيهة، لكنها ضائعة وســط ضجيج الـغـوغـائـيـني، والكثير مــن اإلعالميني الرياضيني ابتعدوا وأحجموا عن الظهور احتجاجا
على مستوى وحال اإلعالم الرياضي الراهن.