27 مليار ريال تهرب من املدينة وتبحث عن عقارات بديلة
كـشـف عــقــاريــان مـتـخـصـصـان لـــ«عــكــاظ» أن نـحـو 27 مليار ريال حصلت عليها األوقـاف في املدينة املنورة كتعويضات للعقارات التي أزيلت لصالح توسعة املسجد النبوي تبحث عن عقارات بديلة. وبينا أن تلك األموال خرجت من املدينة؛ بسبب األسعار املبالغ فيها التي يطرحها أصـحـاب الـعـقـارات؛ األمــر الــذي أدى إلى وجود حالة من التضخم في بعض املواقع الحيوية باملدينة، إذ وصل سعر متر األراضي إلى 15 ألف ريال. وأكد نائب شيخ طائفة العقار في املدينة املنورة إياد بافقيه لــ«عـكـاظ» وجــود رؤوس أمـــوال تـقـدر بنحو 27 مليار ريال حصلت عليها األوقــــاف فــي املـديـنـة كتعويضات للعقارات التي أزيلت لصالح توسعة املسجد النبوي الشريف، تبحث عن عقارات بديلة. وأوضح أن السوق العقارية خالل الفترة الحالية تشهد جمودا وتحتاج إلي إعادة النظر في األسعار، وضرورة توافقها مع املتغيرات الحالية. وطـــالـــب بــافــقــيــه غــرفــة تـــجـــارة وصــنــاعــة املــديــنــة واملكاتب العقارية بعمل ملتقى عقاري مرتني سنويا؛ لعرض العقارات واألراضـــي والـفـرص العقارية املــوجــودة فـي املـديـنـة؛ لتسهل استثمار تلك األموال. وقــال بافقيه: «كـل املـؤشـرات تؤكد أن السوق العقارية تتجه لتصحيح مسارها، بحيث تكون األسعار ضمن قدرة املستهلك الـنـهـائـي، ومــا حــدث خــالل الـعـامـني املـاضـيـني مــن هـــدوء في نشاط الـسـوق، واإلحـجـام عن البيع والـشـراء، أدى إلـى توقف املتعاملني عن التعاطي مع السوق، كما أن بيوع العقار اآلن أصبحت نادرة، واملالك محتفظون باألسعار السابقة على أمل العودة لنفس مستويات األسعار السابقة». وأضـاف: «املواطنون يعتمدون على منتجات وزارة اإلسكان ألنها منتجات حكومية والدولة مسؤولة عنها، أما الوحدات الـتـي نـفـذهـا بـعـض املـطـوريـن لــم تـكـن مطابقة للمواصفات ووجد بها عدد من املخالفات لم تجد أي إقبال عليها». من ناحيته، ذكر االقتصادي وعضو مجلس غرفة تجارة وصناعة املدينة سابقا عبدالغنى األنصاري لـ «عكاظ» أنه توجد كثير من رؤوس األموال صرفت جراء التعويضات الخاصة بـاألوقـاف فـي املدينة املـنـورة لصالح توسعة املـسـجـد الـنـبـوي الــشــريــف، إال أن جـــزءا كـبـيـرا مــن تلك األمـــــــوال خــــرج خـــــارج املــديــنــة ولــــم يـسـتـثـمـر نتيجة املبالغات في أسعار العقارات. وتابع بقوله: «استثمار تلك األمــوال خــارج منطقة املدينة جاء بعدما وصلت أسعار العقارات ملرحلة مـــن الــتــضــخــم فـــي بــعــض املـــواقـــع الــحــيــويــة مثل األراضي التي تقع على الطريق الدائري الثاني، إذ وصـــل ســعــر املــتــر إلـــي 15 ألـــف ريــــال، إال أن السعر حاليا يبلغ نحو 3000 ريال، كما توجد حالة ترقب رغـم أن األسـعـار اآلن مغرية، لكن املــشــرفــني عــلــى األوقــــــاف قــد يــكــون لــهــم رأي مختلف بعد استالم التعويضات من وزارة املالية». وزاد: «لـــو اسـتـثـمـرت تـلـك األمـــــوال داخل املدينة لتغيرت خريطة السوق العقارية بـأكـمـلـهـا، وتــحــول الــركــود الـحـالـي إلى حالة من النشاط االستثماري». ونــــوه األنــــصــــاري بــــأن األمــــــوال التي حــصــلــت عــلــيــهــا األوقــــــــاف ضخمة، خـصـوصـا أن أعــــداد األوقــــاف التي أزيـلـت كبير. إال أنـه لـم يذكر حجم السيولة املالية لتلك التعويضات. وتـــوقـــع أن تــشــهــد ســــوق العقار خــالل املرحلة الـقـادمـة انتعاشا مع بدء صرف التعويضات.