.. لسنا وحوشًا
مبتعثات: قدنا سياراتنا في الغربة ومارسنا احلياة بشكل طبيعي
عبر عدد من السعوديات املقيمات في الواليات املتحدة األمريكية عن فرحتهم بعد صدور القرار بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وأكدن لـ«عكاظ» أن القرار جعل العديد يشعر وكأنه «عــرس وطـنـي»؛ نظرا لتوافد التهاني والتبريكات مـن األصــدقــاء والـجـيـران األجـانـب فور صدور هذا القرار ونشره في اإلعالم ووسائل التواصل األمريكية. «لم نذق طعم النوم»، هكذا وصفت املواطنة سوسن أبو الجدايل حالها وحال بقية زميالتها في والية فلوريدا بعد سماع القرار، وهرعت للتأكد من صحته في القنوات الرسمية، األمر الذي جعلها تسارع إلخبار جاراتها األمريكيات وزميالتها في الجامعة ألنه لطاملا كانت لديهن نظرة استغراب ملوضوع قيادة املــراة للسيارة. وتقول إن امللك سلمان حل أحـد أهم املشكالت التي كانت تواجه املراة السعودية في الداخل؛ إذ ظلت تعتمد على العمالة الوافدة لتلبية حاجاتها، وفـي الـخـارج تتلقى سيال مـن األسئلة حـول عـدم قـيـادة املــرأة السعودية للسيارة مثل بقية الدول. وأضــافــت أبـــو الــجــدايــل لـــ«عــكــاظ» أن الــفــرحــة أيــضــا شـمـلـت زوجــهــا، الـــذي وصـــف القرار بـ«الحكيم» و«التاريخي»، بل وبادر بتهنئة أخواته وقريباته في السعودية، معتبرا أن قرار السماح بقيادة املـرأة هو بـادرة لقرارات قادمة تدعم مكانة املـرأة وتمكنها من املشاركة في عجلة التنمية السعودية بالضوابط الشرعية. أما طالبة القانون الجوهرة العساف فتعتبر أن قيادة السيارة ضرورة أساسية من ضرورات الحياة للرجل واملــرأة على حد ســواء وليست مــن الــكــمــالــيــات، مـضـيـفـة هذا مـــــــا استشعرته قــــيــــادتــــنــــا الحكيمة لتسهيل مسيرة املرأة السعودية وتمكينها عن طريق إزالة املعوقات التي تقف في طريق نجاحها إذ كانت قضية قيادة املرأة السعودية للسيارة من أكبر املعضالت التي تواجهها في حياتها اليومية. وتــقــول الــعــســاف: «مــنــذ تـسـع ســنــوات، وأنـــا أقـــود ســيــارتــي فــي العاصمة واشنطن كجزء أسـاسـي مـن يومي ألمــارس حياتي الطبيعية وليس من باب الرفاهية، وكان لدي أمل كبير في ممارسة حياتي بنفس النمط عند عودتي لوطني، وهاهو األمل أصبح حقيقة!» الطالبة في علم االجتماع ليلى القرني، التي لم تتمكن من معرفة القرار من وسائل التواصل األجتماعي؛ نظرا لظروف الدراسة، اعتبرت أن األمر هو مجرد شائعة في مجموعات الواتس أب كما حصل في السابق إال أنها تفاجأت بورقة في لوحة اإلعالنات العامة للقسم في الجامعة كتب عليها تهنئة خاصة للسعوديات بخصوص قرار السماح لهن بالقيادة في اململكة. وال تـتـوقـع الـقـرنـي مــن جهتها، أن يــكــون هــنــاك أي تبعات سلبية للقرار كما كان متداوال من قبل، بل على العكس فإن وجــود الـضـوابـط الشرعية والقانونية الـتـي رافـقـت إصدار القرار ستجعل تنفيذه أمرا عاديا سواء في املجتمع السعودي أو في الدوائر املختصة كاملرور.