خادم احلرمني: على إيران الكف عن تدخــ
تعاوننا اإليجابي لتحقيق استقرار األسواق النفطية خدمة لالقتصاد العاملي
أكـــد خــــادم الــحــرمــن الــشــريــفــن املــلــك ســلــمــان بن عــبــدالــعــزيــز أن أمــــن واســـتـــقـــرار مـنـطـقـة الخليج والـشـرق األوســط ضــرورة قصوى لتحقيق األمن واالســتــقــرار الــعــاملــي، مــا يستوجب الــتــزام إيران بـالـكـف عــن تـدخـاتـهـا فــي شـــؤون دول املنطقة، وزعزعة األمن واالستقرار فيها. وقــــــــال املــــلــــك ســـلـــمـــان فـــــي كـــلـــمـــة أثـــــنـــــاء جلسة املباحثات الرسمية مع الرئيس فاديمير بوتن رئـيـس روســيــا االتــحــاديــة أمــس (الـخـمـيـس) في قـصـر الـكـرمـلـن بـالـعـاصـمـة الــروســيــة موسكو: «حـريـصـون على ترسيخ الـعـاقـات بـن بلدينا وشعبينا في مختلف املجاالت. وفي ما يلي نص كلمة امللك سلمان: فخامة الرئيس فاديمير بوتن الحضور الكرام: أود بـــدايـــة أن أشـــكـــر فــخــامــتــكــم عــلــى مـــا لقيناه مــــن حــــفــــاوة االســـتـــقـــبـــال وكــــــرم الضيافة فــــــــــــــي بلدكم الصديق، وأن أعرب عن تقديرنا ملــا تـضـمـنـتـه كـلـمـتـكـم مــن مشاعر وديـة، وإنـه من دواعـي سرورنا أن نكون في بلدكم الصديق للتأكيد على حرصنا على تعزيز العاقات وترسيخها بـن بلدينا وشعبينا فـي مختلف املــجــاالت، مشيدًا بما تتسم بـه مـن تـوافـق فـي العديد من القضايا اإلقليمية والدولية، والتنسيق املستمر في كل ما من شأنه تعزيز األمن واالزدهــار في أوطاننا وخدمة األمن والسلم الدولين، كما أننا حريصون على استمرار التعاون اإليجابي بن بلدينا لتحقيق استقرار األسواق العاملية للنفط خدمة لنمو االقتصاد العاملي. إننا على قناعة تامة بأن هناك فرصًا كبيرة تسهم في تنويع وتوسيع قاعدة التعاون االقتصادي بن البلدين، وإيجاد أرضية اقتصادية وتجارية واستثمارية قادرة على زيـــادة استغال وتقوية املــيــزات النسبية لصالح الـبـلـديـن، ودفـــع عجلة الـتـبـادل الـتـجـاري بكل محاوره وفقًا لرؤية اململكة .2030 إن املجتمع الـدولـي مطالب الــيــوم بـتـكـثـيـف الــجــهــود ملـكـافـحـة الــتــطــرف ومحاربة اإلرهاب وتجفيف منابع تمويله، واستشعارًا من اململكة ملــا يمثله اإلرهــــاب والـتـطـرف مــن خــطــورة عظمى على أمــن واسـتـقـرار الـــدول والـشـعـوب؛ فقد دعــت اململكة إلى تأسيس مركز دولي ملكافحة اإلرهـاب في األمم املتحدة وتـبـرعـت بمبلغ 110 مـايـن دوالر. كـمـا عملت اململكة على تأسيس التحالف اإلسـامـي العسكري ملحاربة اإلرهــاب الذي يضم 41 دولة إسامية، وتأسيس املركز العاملي ملكافحة الفكر املتطرف في الرياض. فخامة الرئيس: إنـنـا نـؤكـد عـلـى ضـــرورة إنــهــاء مـعـانـاة الـشـعـب الفلسطيني، وأن تكون مـبـادرة السام العربية وقـــرارات الشرعية الدولية املرجعية للوصول إلــى ســام شامل وعــادل ودائــم يكفل حق الـشـعـب الفلسطيني فــي إقــامــة دولــتــه املستقلة وعاصمتها الـقـدس، وإن أمــن واسـتـقـرار منطقة الخليج والـشـرق األوسط ضـــــرورة قــصــوى لـتـحـقـيـق األمــــن واالســـتـــقـــرار الــعــاملــي، مما يستوجب الـتـزام إيــران بالكف عـن تدخاتها فـي شــؤون دول املنطقة، وزعزعة األمن واالستقرار فيها. وفي اليمن نؤكد على أهمية الحل السياسي لألزمة اليمنية وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونـتـائـج الــحــوار الـوطـنـي اليمني، وقرار مجلس األمن رقم ،»2216« وبما يحفظ لليمن وحدته ويحقق أمنه واستقراره. أمــا مــا يـخـص األزمـــة الــســوريــة فـإنـنـا مـطـالـبـون بالعمل على إنــهــائــهــا وفــقــًا ملـــقـــررات «جــنــيــف1» وقــــرار مـجـلـس األمــــن رقم ،»2254« وإيــجــاد حــل سـيـاسـي يـضـمـن تحقيق األمـــــن واالســــتــــقــــرار، ويــحــفــظ وحـــــدة سوريا وسامة أراضيها. كما نؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة الـعـراق وسامة أراضـيـه وتوحيد جبهته الداخلية ملحاربة اإلرهاب. وإنــنــا نــدعــو املـجـتـمـع الــدولــي إلـــى تحمل مـسـؤولـيـاتـه فــي مــا يـخـص مشكلة مسلمي الـروهـيـنـغـا وإيــجــاد حــل يحميهم مــن أعمال العنف واالنـتـهـاكـات الـتـي يتعرضون لها ورفع املعاناة عنهم. وفـــي الــخــتــام يـطـيـب لــي أن أوجــــه الــدعــوة لـفـخـامـتـكـم لزيارة اململكة العربية السعودية الستكمال مشاوراتنا حيال القضايا ذات االهتمام املشترك، وتعزيز التعاون الثنائي بن بلدينا في املجاالت كافة، كما أكرر شكري لفخامتكم وللحكومة الروسية على مـا لقيناه مـن حسن االسـتـقـبـال وكــرم الـضـيـافـة، متمنيًا لبلدكم وللشعب الروسي الصديق املزيد من التقدم واالزدهار. من جهته ألقى الرئيس الروسي كلمة أبـرز فيها أهمية زيارة خادم الحرمن الشريفن لروسيا واملحادثات التي تمت، وقال: «إن هذه املحادثات كانت غنية باملضمون واتسمت بالثقة». وأضاف: «إننا سعداء جدًا بهذه الزيارة التي تقومون بها، وهي أول مرة في تاريخ العاقات بن البلدين، وإنني متأكد أن هذه الزيارة ستعطي زخمًا قويًا جديدًا ملواصلة تطوير العاقات بن البلدين». عقب ذلك، جرى استعراض آفاق التعاون الثنائي بن البلدين الصديقن، واملوضوعات ذات االهتمام املشترك.