«استراحات الرمال».. مأوى اإلرهابيني وجتار املخدرات!
أعــــادت الـعـمـلـيـة األمــنــيــة الــتــي نـفـذتـهـا قـــوات األمـــن أمس األول (األربــعــاء)، في حي الـرمـال (شرقي الـريـاض) املكتظ باالستراحات العشوائية، إلى الواجهة مجددا، خصوصا أن الـعـمـلـيـة األخــيــرة الــتــي اسـتـهـدفـت خـلـيـة إرهــابــيــة في إحــدى االســتــراحــات، ليست األولـــى مــن نـوعـهـا، إذ شهدت إحـدى استراحات الحي نفسه عملية مماثلة في سبتمبر املـاضـي، مـا جعل عــددا مـن أهـالـي الحي يطالبون مجددا بــاتــخــاذ إجــــــراءات إلزالــــة االســتــراحــات الــعــشــوائــيــة، التي أصبحت مــأوى لـإرهـابـيـني، وتـجـار املــخــدرات، ومصانع للسلع املغشوشة. وكانت القوات األمنية طوقت إحدى االستراحات في الحي، وحـــاولـــت «عـــكـــاظ» مــنــذ أمـــس األول الـــوصـــول إلـــى موقع االستراحة، لكن رجال األمن ظلوا يطوقون املوقع ويمنعون االقتراب منه. وتــقــع االســتــراحــة الــتــي اتــخــذهــا اإلرهـــابـــيـــون وكــــرا لهم، على حــزام دائــري مـن االسـتـراحـات والشاليهات التي يتم تأجيرها بالشهر أو باليوم، واملنطقة مكتظة باالستراحات الشبابية، وأخـرى خاصة، وقليل من املنازل التي يقطنها بــعــض الــســكــان فـــي الـــحـــي الــجــديــد الـــــذي بـــــدأت أعمدته الخرسانية تتطاول. وبحسب «أبــو محمد» الــذي يسكن قريبا من املـوقـع، فإنه لم يلحظ أي تحركات مريبة في االستراحة، أو محيطها، طوال الفترة السابقة، مؤكدا معاناة السكان مع االستراحات العشوائية واملقاهي، بسبب ما أسماه تراخي األمـانـة في الـتـعـامـل مـعـهـا. ويـضـيـف أن مـنـح رخـــص املــقــاهــي داخل األحــيــاء واالســتــراحــات مـمـنـوع نـظـامـيـا، وصـــدر قـــرار في وقـت سابق بنقل املقاهي، ولـم ينفذ الـقـرار حتى اللحظة. ويشير «أبو محمد» إلى «أيـاد خفية» تمنع حظر املقاهي في «الـرمـال»، موجها انتقادات حـادة الـى بلدية الروضة، واملــســؤولــني عنها فــي هــذا التقصير، مضيفا أن السكان في حي الـرمـال يعانون األمـريـن من إهـمـال، ال يعرفون له سببا. وأضـــاف «أبــو محمد» أن هــذه االســتــراحــات تشهد يوميا مــداهــمــات مــن الــجــهــات املــخــتــصــة، ملــالحــقــة املستودعات املخالفة، والعمالة غير النظامية التي تعمل على تسويق وتــــرويــــج الــســلــع املـــغـــشـــوشـــة، كــمــا تــشــهــد مـــداهـــمـــات من «مكافحة املــخــدرات» ملالحقة املــروجــني الـذيـن يتخذونها أوكارا للترويج والتعاطي. ومن جانبه، يقول «سعد الزهراني» وهو مستأجر جديد إلحـــدى االســتــراحــات املــجــاورة لـوكـر اإلرهــابــيــني، إنــه كان يــصــادف أحــيــانــا عــنــد خــروجــه بــعــض األشـــخـــاص الذين يـخـرجـون مــن االســتــراحــة، ولــم يلحظ عليهم أي عالمات تثير الريبة، بيد أن أحدهم كان يقوم بتغيير ماء الشيشة «األرجيلة» خارج االستراحة، وأحيانا يقوم بإشعال النار. وغـــيـــر بــعــيــد عـــن وكــــر اإلرهــــابــــيــــني، دهـــمـــت قـــــوات األمن استراحة أخرى في الحي ذاته في سبتمبر املاضي، وألقت القبض على عدد من اإلرهابيني، كانوا يتدربون بداخلها على ارتداء األحزمة الناسفة، وعلى كيفية استخدامها، في محاولة يائسة الستهداف مقرين تابعني لوزارة الدفاع في الرياض. وحــاولــت «عــكــاظ» الــتــواصــل مــع مـتـحـدث أمــانــة الرياض إبراهيم الدعيلج، لكنه لم يرد على هاتفه.