ابن ساقان لـ : «األزمات» كشفت الشعراء «املرتزقة»
وصف شعراء الساحة بـ «املستوطنني» وقال إن مرض والده أبعده عن جمهوره 5 أعوام
ﺃﻛﺪ ﻧﺠﻢ »ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ« ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻤﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻗﺎﻥ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻛﺼﻮﺕ ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻗﺪﻡ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﺍﺻﻔﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮﺍﺀ. ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭﻩ ﻣﻊ »ﻋﻜﺎﻅ« ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﻭﺻﻒ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑـ»ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ«، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻔﻘﺪ ﻭﻫﺠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺳﺎﺣﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ. ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﺑﻦ ﺳﺎﻗﺎﻥ ﺃﻥ »ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ« ﻳﻌﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﻘﺪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﺗﺤﻔﻆ ﺍﺑﻦ ﺳﺎﻗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ، ﻛﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ »ﻋﻜﺎﻅ« ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻟﺨﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ. ﻭﺃﺭﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻗﺎﻥ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﺀ ﺑﺠﻤﻬﻮﺭﻩ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻻﻓﺘﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺎﺕ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ. ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺍﺑﻦ ﺳﺎﻗﺎﻥ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺩﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ، ﻗﺎﺋﻼ: »ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺩﺭﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﺩﺭﻋﺎ ﺗﺬﻛﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺷﻜﺮ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ«. ﺍﺑﻦ ﺳﺎﻗﺎﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻭﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﻧﺺ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ:
• برز محمد بن ساقان خالل النسخة األولى من شاعر املليون، وسجل حضورا مميزا أبقاه في ذاكرة عشاق الشعر، ولكن بعد هذه املسابقة سجلت غيابا مفاجئا.. ما هي األسباب؟ •• غيابي كان بسبب مرض والدي ــ يرحمه الله، إذ أبعدني عن الشعر تمامًا ملدة خمسة أعوام إلى أن توفاه الله، وال شك أن فترة مرضه ووفاته كانت تتطلب مني التوقف إلعادة ترتيب نفسي من الداخل. • كيف تنظر إلى «شاعر املليون» بعد النسخة األولى؟ وهل أنت مع استمرار التصويت في البرنامج؟ •• شاعر املليون فاصلة تاريخية في عالم الشعر.. ما زال كما هو ولكن فقد عنصر املفاجأة التي توافرت باملوسم األول، وبـخـصـوص الـتـصـويـت ال أعـتـقـد أن هـنـاك إضــافــة حقيقية يضيفها لـلـبـرنـامـج، لـذلـك فـأنـا ضــده سابقًا وحاليًا. • شاركت في أمسيات مهرجان الجنادرية إلى جانب نخبة من الشعراء، ما هو تقييمك ملهرجاناتنا وخصوصا الجنادرية؟ •• مهرجان الجنادرية مهرجان وطن يفخر به كل سعودي، ولكن أصدقك القول إن األمسيات الشعرية في هـذا املهرجان لم تصل إلـى ما نصبو إليه كشعراء أو مثقفني، إذ يفترض أن تكون أمسيات الجنادرية هي األولى خليجيًا وعربيًا من حيث عدد الحضور والتنظيم، ولكن الواقع عكس ذلك تمامًا، وإليك هذا املثال البسيط من واقع تجربتي الشخصية، ال يوجد ما يثبت مشاركتنا في هذا املهرجان الوطني الضخم سوى الفيديوهات املوجودة باليوتيوب وبعض القنوات، وفيما عـدا ذلـك ال يوجد أي شـيء يثبت مشاركة الشاعر في املهرجان، إذ لم نتسلم دروعا تذكارية وال شهادات شكر تؤكد مشاركتنا كما هو معمول به في املهرجانات األخرى. وهذا ال يعني إنكار جهود الحرس الوطني في إنجاح هذا املهرجان الذي يمثل وطنا بأكمله. • محمد بن ساقان لم يصدر ديوانا حتى اآلن، ما هو السبب؟ •• أوال: أحترام ذائقة املتلقي الـذي يجب أن يكون الديوان بمستوى ترقبه. ثانيًا: الفكرة التي أعكف عليها حاليًا غير مسبوقة في خضم زحمة الدواوين الفالشية. هذا بالنسبة للديوان املقروء، أما الديوان الصوتي فلم يعد يجدي نفعًا في ظل ثورة السوشيال ميديا.
• شكل غيابك عن األمسيات في السنوات األخيرة عالمة استفهام، ما سر هذا الغياب، وهل نشاطك عبر وسائل التواصل االجتماعي سيعوض غيابك عن اللقاءات املباشرة مع جمهورك من خالل «األمسيات»؟ •• األمسيات في اآلونة األخيرة لم تعد مبنية على الشعر بقدر ما هي مبنية على املحسوبيات، أما بالنسبة ملواقع التواصل االجتماعي فهي همزة الوصل بني الشاعر ومحبيه، لكنها ال تعوض الشاعر عن اللقاءات املباشرة مع جمهوره. • غاب الكثير من نجوم الساحة عن القصيدة، منهم من توفي ومنهم من آثر الغياب ألسباب اجتماعية أو قناعات شخصية، كيف ينظر محمد بن ساقان للساحة الشعبية في ظل غياب هؤالء النجوم؟ وهل تجد لهم العذر في االبتعاد عن القصيدة؟ •• أرى أن الساحة بغيابهم فقدت من وهجها الشعري واإلعالمي الكثير في ظل سطحية الساحة اآلن سواء على مستوى الشعر أم الذائقة.. لذلك أنا أعذرهم في االبتعاد عن القصيدة. • اختر خمسة أسماء من زمالئك في «شاعر املليون» ووجه لهم رسائل خاصة مختصرة. تنكتب محمد بن فطيس: أثبتها شعرًا وخطابه ماني بمن ياتي وال يدرابه يرجع صالح السكيبي: مالمح غيبتك تقرأ قبل ال حالها فيصل اليامي: أال ليت الزمن اجودي عبدالله عبيان: القصايد في وجودك يسرك أنفسهم. محمد الوبير: صبح تهيل بـ نجر للمعلومية الرسائل كانت من أبيات الشعراء •ي ɝ ق ɝول محمود دروي ɝɝɝ شف ɝ يإح ɝɝ دى قɝ ص ɝائ ɝ ده: «حسبي ب ɝ أن ɝ ي غɝɝ اض ɝɝ ب.. والنار أولـهـا غـضـب!»، ولعل هــذه املقطوعة تجسد واقــع الشعب القطري الشقيق بعد تخبطات حكومته التي واجهها الشعراء وأنت أحدهم بقصائد غاضبة، كيف تنظر لألزمة الخليجية؟ وهل أنت راض عن دور الشعراء في األزمات
السياسية؟ •• تربطنا بالشعب القطري روابط أخوية وأسرية وصـــداقـــات مــمــتــدة ولــكــن ســيــاســات الحكومة القطرية سياسات عدائية ومضرة بمحيطها الخليجي والعربي، لذا ال بد من محاربتها فــي مــحــاولــة إلـــى إعــادتــهــم إلـــى جادة الصواب وإنقاذ شعبهم من تخبطات نظام الحمدين وأوهامه التي لن يجني منها سوى الخزي والعار والضعف. وفيما يخص دور الشعراء في مثل هذه األزمات، أرى أن الـشـاعـر لـسـان املجتمع وال بــد أن يشارك بقوة، ولكن لأسف بعض الشعراء مواقفهم متذبذبة وغير مرضية، إذ قدم بعضهم املصلحة الشخصية على املصلحة العامة، وهذا ال يليق بالشعر والشعراء. • في أي مدينة تستقر هذه األيام؟ وما هي مشاريعك الشعرية القادمة؟ •• في مدينة الضباب (جــاش)، وفيما يخص املشروع القادم فأنا أعمل على العودة للساحة الشعبية بشكل مختلف، ألن مستوطنيها في الفترة الحالية ليسوا بحجم وإبداعات النازحني عنها.