Okaz

ما وراء أخبار حوادث النساء

-

تداولت مواقع التواصل االجتماعي قبل أيام خبرا مصورا عن رجل يطلق النار على زوجته التي تجرأت وقادت السيارة بصحبة صديقاتها، غير أن ذلـك الخبر لم يكن سـوى كذبة كبرى، ولم يكن املقطع الذي أرفق بذلك الخبر الزائف سوى خــبــر قــديــم، ولـــم يــكــن املــقــطـ­ـع الــــذي تــم تــرويــجـ­ـه إال مقطعا مصورا لإليقاع بمبتز نشرته مواقع التواصل قبل ما يقارب العام. وإذا كانت مواقع التواصل االجتماعي قد روجت لذلك الخبر الــزائــف فـقـد طـــارت قـبـل ذلــك بـخـبـريـن عــن حـادثـتـن وقعتا المرأتن حاولتا قيادة السيارة، وكأنما وقوع هذه الحوادث أمر استثنائي وليس امتدادا ملا يحدث، لألسف، كل يوم من حوادث ال دخل لها بالنساء وقيادتهن السيارة. التركيز على الـحـوادث التي تحدث نتيجة محاولة النساء قيادة السيارات أو التدرب على قيادتها والترويج ألخبار زائفة في هذا املجال يكشف عن محاولة لترهيب النساء من قـيـادة الـسـيـارة، وهــي آخــر املــحــاو­الت اليائسة الـتـي يبذلها أولئك الرافضون لحقها في قيادة السيارة بعد أن تساقطت حججهم حـجـة حـجـة، بـــدءا مــن الـتـحـريـ­م وانــتــهـ­ـاء بالعيب والـرفـض الــذي كانوا يلصقونه باملجتمع، ويبلغ الترهيب غايته حينما ال يكون الخطر بسبب حوادث السيارات وإنما نتيجة غضب ورفض أولياء أمور أولئك السيدات، ونموذجه الزوج الذي أطلق النار على زوجته لقيادتها السيارة، وكأنما أولئك الذين اخترعوا ذلـك الخبر وروجــوا له يشرعون مثل هذا التصرف اإلجرامي أو يضعونه موضع االحتمال إذا ما تجرأت امرأة وقادت السيارة دون إذن زوجها. ولذلك فإن علينا أن ندرك الرسائل الضمنية التي تحاول تلك األخبار واإلشاعات بثها، وأن ال تعيق تلك الرسائل النساء عن استثمار حقهن الــذي منحه لهن األمــر السامي، غير أن عليهن أن يدركن أن قيادة السيارة تحتاج إلى تدريب وإلى الحصول على رخصة القيادة كي ال تصبح الـحـوادث التي ترتكبها النساء سببا للشماتة بهن.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia