Okaz

حدود السعودية من موسكو إلى واشنطن!

-

سجل التاريخ العسكري أمس األول «السادس من أكتوبر لعام »2017 كيوم سعودي بال مـنـازع، إذ أصبحت فيه اململكة أول دولة على سطح هذا الكوكب توشك على امتالك أقوى منظومتني صاروخيتني توصلت لهما التكنولوجي­ا العسكرية البشرية حتى اليوم. فبعد ساعات قليلة من اإلعالن عن توقيع وزارة الدفاع السعودية مع روسيا عقودًا لتوريد نظام الدفاع الجوي املتقدم )400-S( الـروسـي، أعلنت وزارة الدفاع األمريكية «البنتاغون»، أن الخارجية األمريكية وافقت على صفقة لبيع نظام ثاد الدفاعي املضاد للصواريخ للرياض. قبل زيــارة خــادم الحرمني الشريفني إلــى العاصمة الـروسـيـة موسكو تأخر الحليف األمريكي في املوافقة على صفقة «نظام ثاد» بسبب تعقيدات داخلية بـني الكونجرس واإلدارة السياسية، فـجـاءت الصفقة الروسية مـؤكـدة علو كعب سياسة الرياض ونجاحها في تسوية امللفات العالقة بكفاء ة ال ينافسها فيها أحد، ما أثمر عن هذه النتيجة الصادمة لكل أعدائها وبعض حلفائها أيضا. األمـريـكـ­يـون قــالــوا فــي تصريحهم الـرسـمـي إن املــوافــ­قــة عـلـى بـيـع منظومة ثــاد الـصـاروخـ­يـة للسعودية أمــر يـدعـم األمــن القومي لبالدهم ومصالحها الخارجية من خالل دعم أمن بلد صديق، ويسهم في تثبيت األمن طويل األمد للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة إيران، كما سيؤدي إلى استقرار األوضــاع في الخليج وحماية القوات األمريكية وحلفائها في املنطقة الذين يواجهون تهديدا صاروخيا إيرانيا متناميا، أما الروس فقد ذهبوا إلى أبعد من ذلـك، إذ دخلوا في شراكة تاريخية جديدة مع الرياض في مجال الصناعات العسكرية بشكل عام عبر توقيع اتفاقيات هي األولى من نوعها وحجمها، سـوف تسهم (بحسب اإلعـالنـا­ت الرسمية) في توطني الصناعة واستدامة أسلحة نوعية ومتقدمة جـدا في السعودية بما يحقق أهــداف رؤيــة اململكة ،2030 وتشمل االتفاقيات «نقل تقنية صناعة أنظمة )Kornet-EM( وهو نظام صاروخي متطور مضاد للدبابات، باإلضافة إلى نقل تقنية صناعة منظومة راجمة الصواريخ )1A-TOS( وراجمة القنابل ،)30-AGS( وتعاون الطرفان لوضع خطة لتوطني صناعة واستدامة أجزاء من نظام الدفاع الجوي املتقدم .»)400-S( الجميل أن اإلعالنني الروسي واألمريكي تزامنا مع تلويح الرئيس دونالد ترمب بقرب إلغاء االتفاق النووي الذي وقعه سلفه الضعيف باراك أوباما مع طهران لعدم التزام اإليرانيني بما وصفه بـ «روح االتفاق»، وهذا يعني إسدال الستار تماما على كل الحكايات التي يروجها حلفاء نظام طهران عن وجود تنافس سعودي إيراني على قيادة املنطقة، فال يمكن لنظام إيران اإلرهابي الــذي عمل طــوال أربعة عقود على تصدير ثورته الـسـوداء للعالم وصناعة الـفـوضـى فــي منطقة الــشــرق األوســـط أن يفكر «مــجــرد تفكير» فــي الوقوف كـ«ند» للسعودية اليوم، ال على املستوى السياسي فحسب وإنما العسكري أيضا، ما يعني إعـالن «وفـاة املشروع الخميني الظالمي» وتشييع جنازته النتنة إلى مزبلة التاريخ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia